كشف مركز السياسات للجنوب الجديد في تقرير حديث، عن توقعات تشير إلى أن المغرب سيكون أكثر البلدان في القارة الإفريقية تأثرا بالتداعيات السلبية للغزو الروسي لأوكرانيا، لاسيما ارتفاع أسعار المواد الطاقية والغذائية. وركز التقرير المذكور على التداعيات السياسية والاقتصادية للحرب على ال54 دولة إفريقية يتواجد بها مليار شخص، مع إيلائه اهتماما خاصا للمغرب باعتباره مستوردا لنحو 90 في المائة من احتياجاته الطاقية ونصف احتياجاته من الحبوب. وأبرز التقرير إلى أن التداعيات الاقتصادية التي ستجرها الحرب على بلدان إفريقيا ستكون متفاوتة، ففي حين ستستفيد البلدان المصدرة للنفط والغاز من ارتفاع الأسعار على المستوى الدولي، ستتأثر باقي البلدان سلبا بارتفاع فاتورتها الطاقية وكذا الغذائية. وبالنسبة للمغرب، فيرجح التقرير أن يكون أكبر اقتصاد إفريقي معاناة من تداعيات الأزمة، حيث تستهلك واردات المملكة من النفط والغاز والفحم 6.4 في المائة من الناتج الداخلي الخام وفق أرقام 2019، وهو ما يمثل ضعف ما تصرفه مصر وجنوب إفريقيا على هذه الواردات. وأفاد التقرير إلى أن المغرب واحد من أكبر مستوردي الحبوب في العالم، حيث كلفت هذه الواردات خلال 2019 المملكة 1.4 في المائة من الناتج الداخلي الخام، هذا الرقم يتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات خلال العام الجاري بسبب الجفاف الذي تعاني منه البلاد. وأشار التقرير، إلى أن ارتفاع أسعار النفط والحبوب قد يكلف المغرب ما بين 1 إلى 2 في المائة من الدخل القومي للمملكة، كما يرتقب أن يزيد من عجز الميزانية بنحو 6.5 في المائة، كما سيزيد من نسب التضخم في البلاد، يقول التقرير.