بعد أن أعلنت دول كثيرة بينها إسرائيل وألمانيا وبريطانيا إعطاء جرعة ثالثة من لقاحات كورونا لكبار السن والأكثر عرضة للإصابة، تعتزم دول أخرى اللحاق بها بعد تسجيل انخفاض في مناعة التلقيحات مع ظهور متحورات جديدة من فيروس كوفيد 19. فهل سيتجه المغرب أيضا إلى إقرار الجرعة الثالثة من اللقاح للمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة؟ وكان خبراء من منظمة الصحة العالمية كشفوا أن جرعة ثالثة من لقاح كورونا غير ضرورية في الوقت الحالي، وأوصت المنظمة بالكف عن ذلك حتى يحصل المزيد من سكان العالم على التطعيمات الأساسية، إلا أن ظهور حالات إصابة جديدة في صفوف الملحقين بجرعتين خاصة المسنين والمصابين بأمراض مزمنة خلف نقاشا حول ضرورة الجرعة الثالثة لهذه الفئات. وفي هذا السياق ، يجيب مدير مختبر الفيروسات بكلية الطب والصيدلة، البروفيسور مصطفى الناجي، أنه "من الناحية العلمية فإن الجرعة الثالثة تعطي دفعة إيجابية للمناعة ولا تشكل أي ضرر للشخص الملقح بها بل تقوي مناعته"، مشيرا إلى أن "قرار تلقيها يرجع أساسا لهيئة تتبع الحالة الوبائية بالمغرب". وأضاف الناجي، أن اعتماد التلقيح بالجرعة الثالثة يرتبط أيضا باللوجستيك ومدى إمكانية توفير نفس نوع اللقاح الذي أخذ منه الشخص الجرعة الأولى والثانية"، لافتا إلى أنه لا يعقل تلقيح أشخاص بجرعة ثالثة بينما آخرون لم يتلقوا الجرعة الأولى". ومن جانبه، يذكر عضو اللجنة العلمية والتقنية لكوفيد-19، سعيد المتوكل، أن "المغرب من الممكن أن يتجه في الغالب إلى جرعة ثالثة من التلقيح ضد كورنا إلا أن المعطيات العلمية مازالت غير مكتملة إلى حد الآن". وأكد المتوكل، أنه "سيتم اعتماد الجرعة الثالثة بالنسبة للفئات الهشة ولمن مناعتهم ضعيفة أو من هم مصابون بأمراض مزمنة وأيضا لرجال ونساء الصحة الذين هم في الصفوف الأمامية لمحاربة هذا الوباء". ويرى الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن "فعالية التلقيحات مع السلالة الأصلية لفيروس كورنا كانت تصل إلى 80 في المائة لكن مع كل ظهور جديد لمتحورات الفيروس فإن فعالية التلقيح تنقص"، مشيرا إلى أن "متحور دلتا أضعف فعالية التلقيحات بشكل كبير رغم أن المصابين به لحسن الحظ لا ينتقلون إلى أقسام الإنعاش إلا نادرا". وتابع المتحدث، أن "المسنين الذين عمرهم 80 سنة والمصابين بأمراض مزمنة مع متحور دلتا، رغم تلقيهم لجرعتين من اللقاح إلا أننا لاحظنا تواجدهم في أقسام الإنعاش"، مبرزا أن "نسبة 99,5٪ من وفيات كورونا تكون في صفوف الأشخاص غير الملقحين بينما 0,5٪ هي من المسنين الملقحين المصابين بأمراض مزمنة مما يظهر الحاجة لتلقيح هذه الفئئة لجرعة ثالثة". وأكد وجود "إجماع وفق ما أثبتته الدراسات العلمية بأن الجرعة الثالثة تقوي مناعة المصابين بفيروس كورونا من المسنين المصابين بأمراض مزمنة"، مشددا على "أن المغرب سيحسم قريبا بتلقي الجرعة الثالثة لمهنيي الصحة والمسنين ذوي الأمراض المزمنة". أما بشأن اعتماد الجرعة الثالثة للمسنين فوق 50 عاما وتعميمها لباقي الفئات العمرية، يوضح المصدر ذاته، أن "النقاش لم يحسم من الناحية العلمية بعد وليست هناك دراسات فاصلة في الموضوع". وأضاف أن "منظمة الصحة العالمية تعترض على الجرعة الثالثة لاعتبارين؛ الأول أخلاقي يكمن في عدم قبول تلقيح الناس بجرعة ثالثة بينما في أفريقيا 1 في المائة فقط من الملقحين بالجرعة الأولى، والثاني علمي يرتبط أنه ولو يتم تلقيح العديد من دول العالم بالجرعة الثالثة ستبقى أفريقيا وأمريكا اللاتينية تحتوى على الفيروس قد تنتج عنه متحورات وطفرات جديدة ستؤثر على المناعة كلها رغم كل التلقيحات".