دعوات إلى ضرورة التقيد بالتدابير الاحترازية وضبط الحدود لتفادي الأسوأ يسود توجس كبير الأوساط المغربية بسبب ظهور متحورات جديدة تتحرك عبر العالم بما فيها السلالة الجديدة" دلتا"، وأكد خبراء الفيروسات أن هذا المتحور تمكن من الانتشار على نطاق واسع، حيث استطاع اجتياح أكثر من 92 دولة حسب منظمة الصحة العالمية.
وأضاف هؤلاء، أن هذا المتحور يمتاز بمعدل انتقال أعلى بنسبة 40 بالمائة تقريبًا مقارنة ب "ألفا" البريطاني، والذي لديه بالفعل قابلية انتقال أعلى بنسبة 50 في المائة من السلالة الأصلية للفيروس، مشددين على أن المتحور "دلتا" يسبب أعراضا أكثر خطورة مما يؤدي إلى ارتفاع إضافي في نسب الحالات التي تتطلب دخول المستشفى.
وفي هذا السياق، أكد مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن العديد من المتحورات ظهرت في الفترة الأخيرة واستطاعت اجتياح العالم، مضيفا في تصريح ل "العلم" أن سلالة "دلتا" ومصدرها الهند تبقى كغيرها من السلالات الأخرى من قبيل "ألفا" البريطانية، لكن ولتفادي دخولها إلى المغرب يتوجب على المواطن التقيد بالتدابير الاحترازية، من ارتداء الكمامات، واحترام التباعد الجسدي، إضافة إلى الوقاية من الوباء، دون أن ننسى التسريع من وتيرة عملية التطعيم من أجل الوصول إلى الحماية الجماعية الكفيلة بإنقاذ المغاربة من هذه الجائحة.
من جهته قال الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، "لدينا معلومات علمية عن المتحور "دلتا" الهندي المصدر، حيث انتقل إلى العديد من الدول من بينها بريطانيا رغم أن مواطنيها يتقيدون بالتدابير الاحترازية"، مشيرا في تصريح ل "العلم" إلى أن المغرب أصبحت لديه دراسات ومعلومات كافية عن المتحور"دلتا" الذي ينتشر بنسبة 60 بالمائة أكثر من المتحور "ألفا" البريطاني، علما أن الأخير أكبر من السلالة الأصلية لكورونا ب 70 بالمائة.
وتابع المتحدث، أن المتحور "دلتا" له تأثير على الملقحين بالجرعة الأولى، ويمكن أن يدخل المصاب به إلى المستشفى، زيادة على ذلك أنه ينقص من فعالية اللقاحات، مشددا على الملقحين بجرعتين من اللقاح لديهم 91 بالمائة من الحماية ضد هذا المتحور.
وبخصوص التقليص من حدة دخول المتحور"دلتا" لبلادنا، أكد الدكتور الطيب حمضي، أنه يتوجب على المغاربة الالتزام بجميع التدابير الاحترازية، والتسريع من وتيرة عملية التلقيح لتحقيق الحماية الجماعية، كما أن على الدولة تشديد المراقبة على الحدود المغربية للحد من هذا المتحور، وبالتالي التصدي له كما كان الأمر بالنسبة للعديد من السلالات الجديدة التي استطاع المغرب التغلب عليها.
يذكر أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ، حذر من العودة إلى الحجر الصحي إذا تطورت الأمور إلى الأسوأ بعد فتح الأجواء و تخفيف الإجراءات الاحترازية.
و قال العثماني في الجلسة الشهرية ليوم الثلاثاء الأخير بمجلس المستشارين ، إن الانفتاح التدريجي بناء على تطور الحالة الوبائية ، يجب أن يقابله الحفاظ على المكتسبات وتجنب أي تدهور في الوضعية الوبائية، مشيرا إلى أن هناك بلدانا قريبة من المغرب، اضطرت للعودة إلى الحجر الصحي والإغلاق ، مضيفا أن فتح الأجواء و تخفيف الإجراءات تحفه مخاطر، خصوصا بعد ظهور متحورات جديدة تتحرك عبر العالم من بينها "ألفا" البريطاني، وبيتا ودلتا وغاما وتيتا.