تتواصل الاحتجاجات في عدد من المدن بالولايات الأميركية على مقتل جورج فلويد، مما اضطر السلطات إلى توسيع حظر التجول في واشنطن ومدن أخرى، في حين وصف الرئيس دونالد ترامب حكام الولايات بالضعفاء، ودعاهم إلى استخدام العنف إن لزم الأمر. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن تسريب صوتي لاجتماع بين الرئيس الأميركي وحكام الولايات أن ترامب سخر من حكام بعض الولايات التي شهدت احتجاجات تخللتها فوضى. ونقلت وسائل الإعلام عن مسؤولين مطلعين أن ترامب حث حكام الولايات -خلال مكالمة جماعية أجراها معهم- على استعادة سيطرة قوى الأمن على الشوارع باستخدام القوة، “وإلا سيسحقونكم وستظهرون كمجموعة من الحمقى”. وكان ترامب اتهم في تغريدة على تويتر وسائل إعلام أميركية مختلفة بنشر “معلوماتٍ مضللة”، وطالب في تغريدة أخرى باستعادة القانون والنظام في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا. وقال ترامب إن المتاجر في المدينة تتعرض للنهب، وإنه يجب الاستعانة بالحرس الوطني للانتشار في المدينة كما حدث في ولاية مينيسوتا. وقالت عدة وسائل إعلام إن حاكم ولاية إلينوي الديمقراطي جيه.بي بريتسكر قال لترامب إن كلامه يزيد الوضع المتفجر سوءا، لكن رد ترامب الجمهوري عليه كان غاضبا. وفي العاصمة واشنطن، أعلنت السلطات فرض حظر تجول يومين، على خلفية ازدياد الاحتجاجات التي فجرتها مقاطع فيديو لمصرع المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد عندما جثم شرطي بركبته على عنقه في 25 ماي الماضي. وقالت رئيسة بلدية واشنطن موريل باوزر إن العديد من المحلات التجارية تضررت ونُهبت خلال الاحتجاجات، لا سيما خلال وقت متأخر من مساء الأحد. وأعلنت حظرا للتجول في واشنطن دي سي ليومين، اعتبارا من الساعة السابعة مساء اليوم (الاثنين). وتشهد مدينة مينيابوليس، بؤرة الاحتجاجات التي عمت الولاياتالمتحدة، حالة من الهدوء، تسبق مسيرات يعتزم المحتجون تنظيمها مساء الاثنين. وأفادت مصادر محلية بأن السلطات في المدينة تجري مفاوضات مع قادة الاحتجاجات لضمان سلميتها، كما رصدت كاميرا الجزيرة آثار الدمار الهائل في إحدى ساحات المدينة، التي شهدت أعنف الاحتجاجات، وأدت إلى إحراق المحلات المحيطة بها بالكامل. بدوره، أعلن عمدة مدينة نيويورك ومفوض الشرطة في المدينة أن عدد الذين اعتقلوا خلال احتجاجات ليل الأحد يزيد على أربعمئة شخص. وكانت وسائل إعلام محلية أكدت أن عدد الموقوفين منذ بداية الاحتجاجات وحتى ليل السبت بلغ أكثر من 790 شخصا. وكان محتجون جابوا ليل أمس شوارع حي سوهو في مدينة نيويورك، وحطموا الواجهات لعشرات المحلات التجارية، قبل أن تتمكن الشرطة من توقيف بعضهم. وقال عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلازيو إن أعمال النهب التي رافقت الاحتجاجات السلمية على مقتل فلويد أمر غير مقبول، وأضاف -في مؤتمر صحفي- أنه ستتم ملاحقة الأشخاص الذين ارتكبوا تلك الأعمال. كما انتقد عمدة نيويورك بشدة عملية الدهس التي قامت بها الشرطة قبل يومين، خلال تفريقها الاحتجاجات في أحد شوارع المدينة، وقال إنه تم تشكيل لجان خاصة للبحث في الحادثة وفي غيرها من الحوادث التي أظهرت تجاوزات قام بها رجال الأمن. وفرضت السلطات الأميركية حظر التجوال في 40 مدينة وأعلنت حالة الطوارئ في 3 ولايات، واحتجزت نحو أربعة آلاف وأربعمئة في الاحتجاجات التي تشهدها أغلب المدن الأميركية منذ أكثر من ستة أيام، إثر وفاة فلويد، حسب موقع نيويورك تايمز الإخباري. تضامن خارجي وفي كندا، خرج الآلاف من سكان مدينة مونتريال إلى الشوارع، مطالبين بإنفاذ القانون في قضية وفاة فلويد. وتجمع المحتجون أمام مقر شرطة المدينة ووسطها للتنديد بما وصفوه بالظلم العنصري ووحشية الشرطة بالولاياتالمتحدةومونتريال. ووقعت اشتباكات بين رجال الأمن وبعض المحتجين، حيث ألقيت المقذوفات على الأمن، الذي رد برش الفلفل والغاز المسيل للدموع. وفي نيوزيلندا، خرجت مظاهرات تضامنا مع الاحتجاجات بالولاياتالمتحدة عقب مقتل فلويد. وانطلق المتظاهرون من مبنى البرلمان وتجمعوا أمام السفارة الأميركية بالعاصمة ويلنغتون. ورفع المتظاهرون لافتات تضامنية مع حقوق المواطنين السود بالولاياتالمتحدة، وأخرى تندد بما اعتبروه تمييزا ضدهم. وفي أوكلاند (شمال البلاد)، تجمع متظاهرون وسط المدينة قبل أن يسيروا باتجاه القنصلية الأميركية العامة. وفي بلجيكا، نظم عشرات الناشطين المناهضين للعنصرية وقفة احتجاجية صامتة وسط العاصمة بروكسل للتنديد بما وصفوه باعتداءات الشرطة على الأميركيين من أصول أفريقية في الولاياتالمتحدة. وتجمع هؤلاء الناشطون وسط إحدى ساحات المدينة، رغم عدم ترخيص الشرطة مسيرة دعت لها حركة محلية. وقال المنظمون إنهم قرروا إلغاء المسيرة لعدم حصولهم على إذن من الشرطة، وبعد تعرضهم لموجة من الانتقادات على مواقع التواصل لدعوتهم لتنظيم المسيرة الاحتجاجية، رغم الحظر الحالي على التجمعات بسبب تفشي وباء كورونا. المصدر : وكالات