افتتحت، اليوم الأحد، بشرم الشيخ بمصر، أعمال القمة العربية – الأوروبية الأولى بحضور عدد من قادة ورؤساء وممثلي الحكومات من الجانبين لبحث قضايا تتعلق بدعم الأمن والاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون والشراكة. ويرأس الوفد المغربي في القمة، رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني، بتكليف من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويضم على الخصوص السيد أحمد التازي، سفير المملكة المغربية بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية. كما يحضر القمة كل من الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغريني، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وتبحث القمة التي تنعقد على مدى يومين تحت شعار "في استقرارنا نستثمر"، مختلف القضايا والتحديات ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضايا المتعلقة بالهجرة والأمن ومحاربة الارهاب والتطرف والتعاون المشترك في هذا الصدد، وتحقيق التنمية ودعم الاستقرار الإقليمي في المنطقتين. كما سيتناول القادة العرب ونظراؤهم الأوروبيون مستجدات الأزمات بالمنطقة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية للمنطقة، والانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، فضلا عن الأوضاع المتأزمة في سوريا وليبيا واليمن، والتهديدات الإيرانية وغيرها من القضايا السياسية. ويتضمن جدول أعمال القمة كذلك مواضيع اقتصادية وتنموية تتعلق بتعزيز الشراكة العربية – الأوروبية، والتعاون في مختلف المجالات الاقتصادية، لاسيما في مجال زيادة الاستثمارات المتبادلة وكذلك التبادل التجاري. وستكون قضايا المناخ والتنمية المستدامة والطاقة في صلب اهتمامات القمة التي ستبحث بهذا الشأن تفعيل الالتزامات الدولية للجانبين في مجال التغيرات المناخية والتصدي لانعكاساتها وتداعياتها السلبية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، "أن الدول العربية والأوروبية، مدعوة لتأكيد وحدتها وتعاونها لمواجة آفة الإرهاب". وأضاف السيسي في كلمة خلال افتتاح القمة العربية الأوروبية الأولى، أن خطر الإرهاب البغيض بات يستشري في العالم كله، مبرزا أن البلدان العربية والأوروبية "في أمس الحاجة، لتأكيد وحدتها وتعاونها أمام هذا الخطر، والوقوف صفا واحدا ضد هذا الوباء، الذي لا يمكن تبريره تحت أي مسمى". وعلى صعيد أخر، أكد السيسي أن القضية الفلسطينية، تمثل قضية العرب المركزية، وإحدى الجذور الرئيسية لتغذية الصراعات في المنطقة بما تمثله من استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وبخصوص النزاعات في ليبيا وسوريا واليمن، وسائر المناطق التي تشهد تناحرا مسلحا، بدون تسوية سياسية، قال الرئيس المصري إن ترك هذه النزاعات جانبا "لا يمكن إلا أن يمثل تقصيرا، منا جميعا، وهو ما يستدعي إيجاد حلول عاجلة لحل كافة الأزمات التي تعرفها المنطقة العربية". وشدد على أن الضرورة القصوى باتت تفرض تحول منطقة الشرق الأوسط من منطقة "للنزاعات" إلى منطقة "للنجاحات"، وهو "ما يستلزم التعاون الصادق بين منطقتينا الأكثر تضررا بهذه النزاعات، واللتان ستكونان الأكثر استفادة على الإطلاق من هذه النجاحات"، داعيا إلى "التغاضي عن المصالح الضيقة، والعمل مع أطراف النزاع، عبر التحفيز وأحيانا الضغط المحسوب، بهدف تنفيذ القرارات الأممية". وأضاف السيسي أن التحديات المشتركة التي تواجه المنطقتين العربية والأوروبية، تسهم في تظافر الفرص التي إن استثمرت جيدا، "ستكون خير سند لنا في مواجهة كافة التحديات". وأشار إلى أن التعاون الاقتصادي من شأنه أن يصب في تحقيق الرخاء على ضفتي المتوسط، وهو "ما يتطلب منا النظر بعين التكامل، لا التنافس، إلى العلاقات الاقتصادية بين منطقتينا، استثمارا للميزات التنافسية لدى الجانبين". وتجدر الاشارة الى انعقاد القمة العربية – الأوروبية الأولى سبقتها خمس جولات تمهيدية على المستوى الوزاري بين الجانبين، بدأت في مالطا عام 2008، ثم استضافت القاهرة الاجتماع الثاني عام 2012، وجاء الاجتماع الثالث في أثينا عام 2014. وفي اجتماع القاهرة عام ، تقرر عقد قمة على مستوى القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، وفي مطلع الشهر الحالي، استضافت بروكسل اجتماعا تحضيريا للإعداد للقمة.