من المنتظر أن يشن السيد الوالي حملة على الباعة المتجولين و مستغلي الملك العام ، وهذه الحملة ستكون وطنية بعد شهر رمضان وستكون ناجحة و الدليل على ما أقول هي (سويقة حي السلام)التي أصبحت في خبر كان . ولكن السيد الوالي هل فكرتم لهم في البديل ؟ لأنه إن لم تعطوهم البديل فسيتوالد منهم عصابات إجرامية مختلفة مثل قطع الطريق، وبيع الخمور والقرقوبي وغير ذلك، لأن منبع رزقهم الوحيد هي التجارة في الشوارع واستغلال الملك العام، هذا هو المشكل الرئيسي الذي يجب عليكم أن تأخذوه بعين الاعتبار. سأقترح على سيادتكم حلا طُبق في دول متقدمة لهذه المشكلة: إن مشكل الباعة المتجولين موجود في الدول الراقية والمتقدمة، فعلى سبيل المثال بباريس نجدهم كذلك، لكن حكمة السلطة و المجالس هناك وضعت حلا حكيما يفيد كل الأطراف، يستفيد المواطن والبلدية والبائع المتجول. السلطات المختصة وضعت برنامجا أسبوعيا يتمثل في إغلاق طريق أو مرأب كل يوم من 7 صباحا إلى غاية 4 مساءا حتى يستغله الابعة المتجولون لكسب قوتهم اليومي، بعد ذلك تقوم البلدية بتنظيف المكان من مخلفات هؤلاء الباعة. وفي اليوم الموالي تغلق طريقا آخر أو مرأبا آخر في مكان أخر، وهكذا دواليك... لأن الجميع يعرف أن الباعة المتجولين لهم أسر يجب إطعامها، ومشكلتهم تتحمله السلطة المحلية وأنتم أيضا السيد الوالي كونكم السلطة العليا في المدينة. أما قضية الأسواق النموذجية فهي غير ناجحة في رأيي، وربما بعد 20 سنة ستكون ناجحة لان الأماكن التي اخترتموها ليست صالحة. نعم كما قلت أن نأخذ العبرة من بعض الدول مثل فرنسا أو بلجيكا خاصة بروكسيل التي يتواجد بها عدد مهم من المغاربة و العرب الذين ينشطون في التجارة المتجولة، فنجد سوق الخميس ب "مولنبيك"ببروكسيل-بلجيكا، نقطع فيه مجموعة من الطرق و توضع رهن إشارة الباعة و في المساء تقوم البلدية بالنظافة ويبقى المكان كما كان.