تحول حي باب دكالة، كما هو الشأن لمختلف الأحياء الشعبية بمدينة مراكش خلال شهر رمضان، إلى سوق عشوائي تنشط فيه الحركة التجارية.أبطاله باعة متجولون يعرضون سلعا متنوعة على عربات، أو يفترشون الأرض، ويحتلون الملك العام ويعرقلون المرور، أمام أنظار أفراد القوات المساعدة، الذين ينحصر دورهم، في جمع الإتاوات من الباعة "الكرماء". وتشهد "سويقة" باب دكالة القريبة من حمام الكرماعي إقبالا لافتا خلال شهر رمضان، ما يجعل المرور عبر أزقتها الضيقة صعبا بسبب الاكتظاظ والازدحام، إذ تتعالى فيها أصوات الباعة خلال الفترات المسائية قبل حلول موعد الإفطار، مما يوحي بأن الأمر يتعلق بأحد الأسواق القروية الأسبوعية. ويشتكي بعض الباعة من الضغوطات المفروضة عليهم من قبل عناصر القوات المساعدة التي تفرض عليهم أداء "إتاوة" محددة بين 5 أو 10 دراهم، مقابل السماح لهم بعرض سلعهم، وعلق أحد المترددين على "السويقة" المذكورة أن هذه الأخيرة تعرف يوميا صراعات بين الباعة و"المخازنية" من خلال ترديد أحد عناصر القوات المساعدة مخاطبا الباعة عبارة "أرا الميا مكمشا ولا الميزان مشا". من جهة أخرى، دخل عنصر من القوات المساعدة، مساء يوم الأحد الماضي بدرب النخلة بحي باب دكالة، في مشاداة كلامية مع زميل له في المهنة أثناء أداء عملهما المتمثل في تنظيم الباعة بالدرب المذكور. وحسب شهود عيان، فإن الشجار بين "المخازنية" كاد أن يتطور إلى الأسوأ لولا تدخل بعض الأطراف، بسبب اختلافهم في السماح لبائع بعرض سلعته بدرب النخلة، بعد أن تسلم منه أحدهم "الإتاوة" المفروضة.