تقديرا لأهمية دور المجتمع المدني كقوة اقتراحية ، و إسهاما في ترسيخ قيم الديموقراطية التشاركية ومد جسور التواصل و الحوار مع مكونات المجتمع المدني، نظمت عمالة اقليمبركان صبيحة يومه الأربعاء 30 غشت ، لقاء تواصليا موسعا مع جمعيات المجتمع المدني تحت شعار" دور المجتمع المدني في تحسين مؤشرات التنمية البشرية عبرالرفع من جودة الخدمات العمومية "ترأسه السيد محمد علي حبوها عامل إقليمبركان و بحضور السادة المنتخبون، السادة البرلمانيون، السادة رؤساء المصالح الخارجية الإقليمية و الجهوية، ممثلو النسيج الجمعوي وفعاليات المجتمع المدني و ممثلو مختلف المنابر الإعلامية… و يأتي هذا اللقاء التواصلي تتويجا لسلسلة اللقاءات التي عقدتها السلطة الإقليمية مؤخرا على صعيد مختلف الجماعات الترابية التابعة لنفوذ الإقليم، و التي كشفت في مجموعها عن تطلع الساكنة المحلية إلى تحقيق المزيد من الانجازات في مختلف القطاعات الحيوية ، كما يشكل فرصة للوقوف على المعيقات التي تعترض انجاز بعض المشاريع في أفق البحث عن حلولها الممكنة و ذلك في إطار تطبعه الثقة المتبادلة و التعاون بين جميع الأطراف.
وقد تميزت الجلسة الإفتتاحية التي حضرها حوالي 500 مشارك بالكلمة التي ألقاها السيد العامل والتي تطرق من خلالها إلى أهمية هذا اللقاء، الذي ينعقد استلهاما لروح الفلسفة العميقة و العناية الكريمة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده للعمل الجمعوي وللفاعلين الجمعويين، والتي عبر عنها جلالته حفظه الله في مناسبات عديدة ومنها الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في الأيام الدراسية حول التدبير الجمعوي، بتاريخ 14 فبراير 2002 (… بما أصبحت تشكله الجمعيات المغربية، من ثروة وطنية هائلة و من تنوع في مجالات عملها، و ما تجسده من قوة اقتراحيه فاعلة، أصبحت بفضلها بمثابة الشريك الذي لا محيد عنه، لتحقيق ما نبتغيه لبلادنا من تقدم و تحديث ) و كذلك في خطابه السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة للبرلمان بتاريخ 10 أكتوبر 2014 حيث قال نصره الله (… كما أن المغرب، في حاجة لكل أبنائه، و لجميع القوى الحية و المؤثرة، و خاصة هيئات المجتمع المدني، التي ما فتئنا نشجع مبادراتها الجادة، اعتبارا لدورها الايجابي كسلطة مضادة و قوة اقتراحية تساهم في النقد البناء و توازن السلط …)
كما أشار السيد العامل في نفس السياق إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار مساعي السلطات العمومية إلى فتح قنوات التواصل والإنصات و التعاون مع الجمعيات و الوقوف عن كثب عند انشغالات المواطنين و الاطلاع على حاجياتهم و متطلباتهم و البحث عن الحلول الناجعة لها، منوها في ذات الوقت بالدور الهام الذي أصبحت تضطلع به الجمعيات من خلال ما تقدمه من خدمات لفائدة المواطنين و مساهمتها الفعالة في تحريك عجلة التنمية المحلية بشكل عام.
بعد العرض الذي قدم فيه رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة حصيلة عمل مشاريع المبارة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم 2011-2016 ، بعد ذلك تم فتح المجال لتدخلات مجموعة من الفاعلين الجمعويين (87 تدخل) الذين نوهوا بهذه المبادرة التي تروم الى تاهيل النسيج الجمعوي كقوة اقتراحية بامتياز ، و ستساهم لا محالة في تعزيز دور المجتمع المدني و جعله شريكا استراتيجيا في النهوض بهذا الإقليم. كما تطرقوا لمجموعة من العراقيل والمشاكل المرتبطة بدعم البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية وخدمات القرب…. ، كما تدخل رؤساء المصالح الخارجية الاقليمية والجهوية كل في مجال اختصاصه للإجابة على مختلف الاشكالات و الانشغالات التي طرحا السادة الفاعلين الجمعويين . و في هذا السياق أكد السيد العامل عزم السلطة الإقليمية على تنظيم لقاءات تواصلية قطاعية ، وحث السادة رؤساء الجماعات الترابية و رجال السلطة المحلية على الحرص من جانبهم على تمتين الروابط مع مختلف فعاليات المجتمع المدني، باعتبارها شريك أساسي لا محيد عنه لتحقيق التنمية المستدامة، كما أعرب من خلالها إلتزام هذه السلطة بالعمل على تحقيق التطلعات و الإنتظارات المعبر عنها و إيجاد الحلول الممكنة لها.