باريس / أدلى الناخبون الفرنسيون بأصواتهم، لاختيار نصف أعضاء المجالس المحلية في انتخابات تعد مؤشر على الانتخابات الرئاسية للعام المقبل. وتجرى الانتخابات التي تعد اختبارا لميزان القوى بين اليمين الحاكم، واليسار المعارض، على مرحلتين، حيث يسيطر اليسار على مجالس 58 دائرة، فيما يملك اليمين أغلبية في مجالس 42 دائرة. وأظهر استفتاء للرأي، بداية الشهر الجاري، أن زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبن، ستتصدر الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية عام 2012م، متقدمة على الرئيس نيكولا ساركوزي، والمرشح الاشتراكي، وهي أول مرة يتوقع استفتاء وصول زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف، إلى الدورة الثانية من الانتخابات في مواجهة ساركوزي. فيما أظهر استفتاء آخر للرأي أجراه معهد "سي.إس.آي" أن الرئيس الفرنسي ساركوزي، هو المرشح اليميني الأوفر حظا لعام 2012م، باعتباره الشخصية اليمينية الوحيدة القادرة على التقدم على زعيمة اليمين المتطرف في الدورة الأولى، برغم أن 59 %، لا يودون ترشحه من جديد. وتأتي الانتخابات المحلية في ظل معاناة حزب الرئيس ساركوزي "حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" من تدني شعبية الرئيس الذي يواجه انتقادات لتنظيمه حوارات مثيرة للجدل حول العلمانية ومكانة الإسلام في المجتمع. أما زعيمة حزب الجبهة الوطنية، مارين لوبن، التي خلفت والدها في زعامة الحزب، في يناير الماضي، فهي تركز على موضوع الهجرة داعية الناخبين إلى التصويت في الدورة الأولى، مؤكدة أن الهدف من الانتخابات المحلية، هو تعزيز حضور الحزب تمهيدا للانتخابات الرئاسة. وكان حزب الرئيس ساركوزي، استبعد التحالف مع حزب لوبن، في حال انحصرت المنافسة بين حزب الجبهة الوطنية والحزب الاشتراكي، في الجولة الثانية من الانتخابات المحلية. أما بالنسبة للحزب الاشتراكي، بزعامة مارتين أوبري، فإن الانتخابات المحلية تعد اختبارا لمرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة بين أوبري، ومدير صندوق النقد الدولي، دومينيك ستروس، كما أن الحزب الاشتراكي، يأمل بأن تكون الانتخابات المحلية عقابا للرئيس ساركوزي، لإدخاله فرنسا في أزمة اقتصادية واجتماعية وأخلاقية، وفقا لقول زعيمة الحزب.