الكل يتذكر ايام بنكيران واخوانه في المعارضة، والتي اعطت الكثير من الوعود والامل الكاذبة للمغاربة، فبعدما استطاع ان يبني نفسه في المعارضة بخطابه الشعبوي واستغلاله للدين وركوبه على مطالب الشعب المغربي، الى انه حاول ان يستعمل نفس الادوات القديمة وهو في الحكم، الى انها لم تنفعه، لانه اصبح رئيس الحكومة ولم يعد رجل المعارضة، فحتى الشعب المغربي لم يعد ينتظر من بنكيران خطابات او وعود، انما هو ينتظر نتائج واقعية وملموسة، وكذلك حلول لأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها.... فكل ما عليه ان يفعله هو ان يبدأ العمل الحقيقي لرئيس الحكومة، ويترك تلك الخطابات جانبا، لانها لن تنفعه، كما نستحضر المقولة الشهيرة لتشي جيفارا "فالحمقى وحدهم من يكتفون بالكلام". يجب علينا الرجوع الى الاحداث العربية الاخيرة، التي اتسمت بظهور الربيع العربي، التي قلبت موازين الانظمة العربية بحيث اطاحت بها وساهمت في صعود التيار الاسلامي الى الحكم. مما بعثر اوراق المخزن المغربي، الذي كان يبرمج لصعود حزب التراكتور بعدما صنعه ودعمه حتى أصبح اقوى حزب مخزني بالمغرب، فكما تعودنا من هذا المخزن الذكي، فلقد غير طريقه، و سمح بفوز حزب اسلامي مترعرع في احضان المخزن، وبذلك يكون قد ضرب عدة عصافير بحجرة واحدة، من اهمها: تكميم افواه هذا الحزب المعارض، ووضعه في مواجهة مباشرة مع الشعب المغربي التي ستضعف الحزب، وكذى احراج الجماعات الاسلامية المغربية حينما يواجهونهم باسلاميين مثلهم....، فالمستفيد الاكبر من هذا الوضع هو المخزن، لانه في هذه الاثناء يضعف هذا الحزب بصفة خاصة والتيار الاسلامي بصفة عامة، وذلك بتمرير القرارات الصعبة للشعب المغربي "على ظهر البي جي دي"، التي لم تكن تمرر لولا "الشجاعة السياسية نتاع بنكيران"، وكذلك الشيء الاساسي هو تهدئة الحراك الشعبي الذي كان سيحل بالمغرب