بقلم شارلين بورتر | محررة الشؤون العلمية في موقع آي آي بي ديجيتال واشنطن- استخدم فريق علمي أميركي بيانات من قمر صناعي ياباني لدراسة البراكين في إندونيسيا، وقد توصل أعضاء الفريق إلى الاقتناع بأن المراقبة عن بُعد لإحدى الخصائص البركانية الأساسية قد تشير إلى طريقة تتيح التنبؤ بحدوث إنفجارات بركانية. أجرى العلماء في كلية روزنستيل للعلوم البحرية والجوية في جامعة ميامي تحاليل لأكثر من 800 صورة التقطها قمر صناعي تشغله وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA). أظهرت الصور، التي التُقطت بين عامي 2006 و2009، حوالى 80 بركاناً في إندونيسيا. ولاحظ فريق ميامي ما يسميه علماء البراكين بظاهرة "التشوه" - وهي عبارة عن انتفاخ البركان بسبب ارتفاع الحمم فيه قبيل حدوث الانفجار. وتقول عالمة الفيزياء الجيولوجية (الجيوفيزياء)، إستلّ شوسّار: "يتسم مسح المناطق البركانية بكاملها عن طريق استخدام بيانات الأقمار الصناعية بأهمية قصوى بالنسبة لاكتشاف التشوه الحاصل في الأرض قبل بدء ثوران البركان". وتضيف: "إذا لوحظ وجود انتفاخ بركاني، فيمكن أن يساعدنا ذلك في توقع مكان حدوث الانفجار المقبل". وأوضحت شوسّار بأنه قد يكون لهذا الاكتشاف أهمية خاصة في منطقة مثل إندونيسيا حيث تقع العديد من البراكين، لكن رصد نشاط هذه البراكين بواسطة أجهزة أرضية أمر ضئيل الفائدة. اكتشف الفريق تشوهاً في ستة مراكز بركانية، وانفجر ثلاثة منها بعد فترة المراقبة، مما يؤكد أن الانتفاخ هو إشارة سابقة وحاسمة الأهمية للانفجارات البركانية عند القوس الغربي لجزر سوندا. تقع سلسلة الجزر هذه، التي تضم سوماترا، وجاوا وجزر سوندا الصغرى، عند ملتقى عدة طبقات تكتونية تُعرف على نطاق واسع بأنها متقلبة جيولوجياً. وقال البروفسور فالك آملونغ من جامعة ميامي، الذي قاد الدراسة مع العالمة شوسّار، "إن فكرة اكتشاف الانتفاخ قبيل الانفجار البركاني كانت موجودة منذ فترة من الزمن، ولقد كان استخدامنا لجهاز الرادار "انسار" InSAR ناجحاً جدًا لأن هذه المنطقة نشطة بركانياً للغاية، وأصبحنا نعرف الآن إننا نملك أداة قادرة على أن تخبرنا عن المكان الأكثر ترجيحًا لحدوث الانفجارات البركانية". جهاز إنسار هو عبارة عن رادار للقياس المتداخل بفتحة اصطناعية يعمل بواسطة موجات رصد لاسلكية تُرسَل ما بين هوائي الجهاز وهدفه. يتم اكتشاف صدى الموجات الذي تتلقاه مواقع الهوائيات المختلفة وتتم معالجتها لأجل إنتاج الصور. ينوي فريق ميامي الآن استخدام التكنولوجيا نفسها لدراسة تفاعلات البراكين في أجزاء أخرى من إندونيسيا والفيليبين حيث النشاط البركاني أمر شائع أيضاً. وذكر آملونغ أن "رصد التغيرات على سطح الأرض يساعدنا على التنبؤ الأفضل ببدء ثوران البركان، الأمر الذي قد يكون له تأثير مدمر على الأرواح البشرية." وأضاف، "لكن مثله مثل الهزات الأرضية والتسونامي، لا نستطيع التنبؤ بالنشاط البركاني على وجه التأكيد، بيد أننا نأمل بأن تساعدنا الأدوات الجديدة مثل أجهزة التحسس عن بُعد للأقمار الصناعية في جمع المعلومات الأساسية في الوقت الحقيقي بحيث نستطيع توقع مخاطر الانفجارات البركانية ونشر موارد المساعدات في الوقت المناسب". وقد قدمت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) والمؤسسة القومية للعلوم المنح الداعمة لهذه الأبحاث. وتكرس كلية روزنستيل في جامعة ميامي الوقت لمساعدة المجتمعات الأهلية في فهم كوكبنا على نحوٍ أفضل بغية إعداد سياسات بيئية تهدف إلى تحسين المجتمع ونوعية الحياة. * الكلمات الرئيسية: * العلم, * البراكين, * كلية روزنستيل, * إندونيسيا, * الاستعداد لمواجهة الكوارث,