التحليل الجيولوجي للزلزال المدمر التي ضربت منطقة جنوب شرق جزيرة سومطرة تغير الخارطة الجغرافية لنذير الزلزالي المبكر فخ بحري- تراجع خادع ساعات زمنية لا تقدر أثمانها أهم الكوارث المدمرة التي تعرضت لها العالم الاستفادة من العبر والدروس التحليل الجيولوجي للزلزال المدمر التي ضربت منطقة جنوب شرق جزيرة سومطرة: عرف الانسان الموجات الزلزالية البحرية منذ اكثر من 3000 عام, يطلق عليه اليابانيون اسم( تسونامي), يتعرض العالم سنويا الى مابين (5-6) من الموجات البحرية- تسونامي), تنجم تلك الموجات البحرية عن أنشطة بركانية, زلزالية تحدث في قاع البحار والمحيطات العميقة التي تمتاز قشرة الارض بحركات تكتنونية فعالة, وعلى أمتداد وبموازات الاحزمة البركانية والزلزالية التي لا تعرف لغة السكون, وتشكل الاحزمة البركانية والزلزالية مناطق تصادم الصفائح القارية والتي تعرف( بليت) وغالبا ما تنزلق واحدة تحت الاخرى بفعل ديناميكية باطن الارض- ضمن حدود طبقة المانتال ( التي تقع تحت القشرة الارضية) للقارات والمحيطات, تقدرمعدل سمك القشرة الارضية تحت المحيطات مابين ( 6-8 كيلومتر-كم) كما هو الحال في المحيط الهندي وتصل معدل سمكها تحت القارات ( اليابسة) الى حوالى (35 كيلومترا), وغالبا ما تنزلق قشرة المحيطات تحت قشرة القارات بسبب الاختلاف في كثافة مكوناتهما( الكتلة الثقيلة تنزلق تحت الكتلة الاخف كثافة) , وهذا ما حدث فعلا في منطقة جنوب شرق آسيا نتيجة انزلاق( الصفيحة الهندية) تحت( صفيحة بورما), كان معدل سرعة الانزلاق تقدر بحوالي ( 4 سنتيميتر/سنة) , وهي سرعة عالية مقارنه بحركة الصفائح الاخرى للقشرة الارضية, وقد تغيرت فجأة سرعة الانزلاق بشدة و وصلت الى حوالي (15-20مترا) , مما ولدت ضغطا وحرارة عالية جدا أدت الى أنكسار الصفيحة الهندية في محل تصادم وانزلقها تحت صفيحة ( بورما) ورافقتها زلزال قوى بتاريخ 26.12.2004 على عمق (10كم ) و بقوة 9))درجة على مقيا س ريخترضربت منطقة تقع على بعد 250 كم من الجنوب الشرقي لجزيرة سومطرة/ شمال أندونيسيا, وهي من رابع أعنف زلزال في العالم خلال المائة عام الأخيرة.,وتلك القوة تعادل قوة أنفجار حوالي 800 قنيلة نووية في تحت قاع البحر وعلى عمق حوالي (10 كم), مما اندفع المياه من موقع الانفجار بقوة و على شكل(زوبعة) حلقات داثرة , اندفعت المياه على شكل موجات مائية , وصلت طول الموجات البحرية من موقع الانفجار بحوالي (200 كم) طول الموجات المائية وارتفع الموجاتالمائية بحوالي أقل من متر , تحركت تلك الموجات المائية ذات الطاقة المخزونة بأتجاه المناطق الساحلية وبسرعة وصلت الى حوالي (1000كم/ساعة ) وهي أعلى من سرعة الطائرة(900كم/ساعة), وعندما أقترب تلك الامواج من المناطق الساحلية تغيرت عمق المياه بشكل شديد ( من أكثير من 300 متر الى بضعة مئات الامتار والى الأقل منها في المناطق القريبة من الساحل , مما أدى الى ارتفاع الموجات المائية الى حوالى ( 10 أمتار) ووصلت طول الموجات البحرية الى حوالي (10 كم) وسرعتها الى حوالي (70 كم/ساعة ). لقد أمتد آثار المد البحري( الموجات الزلزالية البحرية) الى الساحل الشرقي لأفريقيا( الصومال , كينيا ) والتي تقع على بعد حوالي 4800كم من مركز الزلزال, وتكررت الموجات الزالزالية على أمتداد الحزام الزالزلي الذي يمتد من أستراليا مارا أندونيسيا , ماليزيا, تايلند , بيرما , بنغلادش) , وهذه من سمات الزلازل المدمرة التي تسبقها وتعقبها هزات ارضية( زلزالية ) تستغرق العملية أحيانا عددة شهور( مثل الزلازل التي تضرب تركيا على أمتداد فالق الاناضول), ألا أن تستقر الصفائح( البليت) بعد تفريخ الطاقة التي أدت الى تعرض المنطقة للزلزال. تغير الخارطة الجغرافية: كانت الهزة الارضية شديدة بحيث أدت الى( أهتزاز)( رج الارض على محورها), , واكدت ذلك التأثير من قبل علماء أمريكيون من هيئة المسج الجيولوجي برصد تحرك طفيف في حركة الارض أثناء تعرض المنطقة للزلزال نتيجةتحرر طاقة هائلة وأنزياح كتلة كبيرة بشكل مفاجئ, ,ان آثارتلك التغير واضحة في الجزر المحيطة بموقع الزلزال ,منها تحرك(أزاحة) حزرا صغيرة بمسافة 20 مترا من موقعها قبل الزلزال , وتحرك رأس الشمال الغربي للجزيرة فقد أزيج نحو الجنوب الغربي بحدود 36مترا, أرتفع صفيحة( بورما) ومعها ارتفع الجزر التي تقع ففها ,حيث كانت حركة الجزر (عمودية الى الاعلى) وليست أفقية. النذير الزلزالي المبكر: التنبؤ يعني التعرف المبكر عن مكان وزمن وقوع الزلزال وكذلك تخمين قوتها , اذ بدون ذلك لايمكن الاستفادة من التنبؤ. تعرف العلماء على العديد من الشواهد أوالنذر التي سبقت حدوث الزلازل ومنها( التشوهات التي تحدث في القشرة الارضية , التغيرات التي تحدث في سرعات وصفات الموجات الزلزالية, ظهور نشاط زلزالي غير عادي أو هبوط في بعض المناطق النشطة أصلا, ظهور ما يسمى بالزلازل السابقة للزلزال الرئيسي , التغيرات المختلفة في المجالين المغناطيسي والكهربائي للارض, التغيرات الكيميائية والهيدرولوجية والحرارية الارضية ,قد يكون تغير مستوى المياه الجوفية تحت سطح الارض,,او تغير في درجة حراراة المياه في الينابيع والآبار, واحينا يسبق حدوث الزلزال أنبعاث غازات تكون عادة محبوسة في طبقات الارض السفلية مثل غاز الرادون,,احيانا يمكن ملاحظة تغير سريع في قشرة الارض بأستخدام اجهزة مراقبة خاصة( الخبير الزلزالي بازيلي)(12), تغيرات مستوى النشاط الاشعاعي, التأثيرات البيولوجية شاملة معظم الكائنات الحية( الطيور , الحيوانات , الاسماك وغيرها) . فخ بحري- تراجع خادع: الزلازل التي تضرب عمق البحار والمحيطات غالبا ما تسبقها أشارات واضحها للزلازل , ومن أبرز تلك الاشارات تكمن في ( التراجع الشديد للمياه من المناطق الساحلية بأتجاه عمق البحر- المحيك , يؤدي الى تحول مساحات شاسعةمن المناطق البحرية القريبة من الساحل الى مناطق يابسة ) نتيجة تراجع المياه, وبعد فترة وجيزة ,( يستغرق حوالي ساعة ) , تأتي الموجات الزلزالية البحرية ( تسونامي)من مركز الزلزال بأتجاه المناطق الساحلية وقد يتراوح ارتفاع الموجات البحرية مابين ( 5- والى اكثر من 30 مترا , مما يزحف المياه نحو البابسة وتغرق معها المناطق ( المرتفعات والمباني) التي تقل أرتفاعها عن أرتفاع موجة اللبحر, وقد كانت ارتفاع الامواج الزلزالية البحرية بحوالي(10 أمتار) وطول الموجة كانت بحدود( 10كم) مما أغرق المناطق الساحلية, لا سيما المناطق المنخفضة التي تقل أرتفاعها عن 10 أمتار عن مستوى سطح البحر. مما ألحق خسائربشرية ومادية هائلة , راحت ضحيتها اكثر من 165 مليون نسمة أضافة الى تشريد مئات الملايين الاخرين من سكان المناطق التي وقعت تحت تأثير الموجات البحرية التي وصلت تاثيرها الى حوالي 5000 كم ( جنوب أفريقيا) من مركز الزلزال. ساعات زمنية لا تقدر أثمانها : كان من الممكن تقليص حجم الخسائر التي تسببه الزلزال المدمر, التي سبقتها تراجع شديد لمياه البحر من المناطق الساحلية بأتجاه البحر وتستغرق العملية حوالي ( ساعة واحدة) قبل وصول امواج تسونامي- البحرية المدمرة الى المناطق الساحلية , تلك الفترة كانت كافية الى حد ما من أخذ الاحتياطات اللازمة والكفيلة بحماية المناطق الساحلة عن طريق اخلاء سكانها, وكانت هناك العشرات بل المئات من مراكز الرصد ازلزالي المنتشرة على طول سواحل المحيط الهندي والمحيط الهادي , السوأل الغريب تمكن ضمونها ( اين كانت دور المراكز الزلزالية) لتحذير سكان المنطقة من مثل تلك الكوارث؟. حدث حقا أهمال شديد في مجال أتخاذ الاجراءات الضرورية للحماية من الموجات البحرية حتى في المناطق التي وصلت اليها الموجات البحرية بعد ساعة (شمال تايلند ) ,وبعد ساعتين وصلت الامواج البحرية الى سواحل بنغلادش والهند , وبعد اكثر من 3 ساعات وصلت الامواج الى حزر(مالديفيس) , وبعد 7 ساعات وصلت الامواج الى سواحل جنوب أفريقيا ( الصول , كينيا ). أهم الكوارث المدمرة التي تعرضت لها العالم: تمتاز الكوارث – ا لزلازل القوية والمدمرة بتكرارها بين فترة واخرى في نفس الموقع أو بالقرب من المواقع السابقة, حيث تشير تاريخ الكوارث والزلازل المدمرة- القاتلة بتعرض العالم الى حوالي 13 كارثة وزلزال قوي خلال الفترة مابين( 1138 ولغاية2004) ومن بينها تعرضت الصين الى ستة كوارث مدمرة,ثلا ثة منها تسبب الفيضانات العارمة بسبب زحف الموجات البحرية المائية عليها,وثلاثة منها بسبب الزلازل القوية . تعرضت سوريا في عام 1138 الى زلزال قوي أدت الى مقتل 230 الف نسمة, تعرضت مصر في عام 1201 ال زلزال قوي تسبب في مقبل 1,1 مليون نسمة, تعرضت هولندا في عام 1228 الى فيضان شديد ادت الى مقتل 100 الف نسمة , تعرضت الصين في عام 1556 الى زلزال تسبب في مقتل 800 الف نسمة , وتكرر في عام 1920 وفي عام 1967 ادت الى مقتل 455 الف نسمة , كما تكرر االكوارث التي نجمت من الفيضانات في الصين خلال الاعوام 1642, 1887, تسبب في مقتل حوالي 1و2 مليون نسمة , والاعنف منها في عام 1931 تسبب في مقتل حوالي3,7 مليون نسمة في الصين. تعرضت اليابان في عم1703 الى زلزال ادت الى مقتل 200 ألف نسمة وتعرضت الهند في عام 1737 الىزلزال تسبب في مقتل 300 الف نسمة , تعرضت اندونيسيا الى انفجار بركاني شديد ادت الى مقتل 90 الف نسمة. تعرضت مدية لشبونة/ البرتغال في عام 1755 الى الى زلزال ورافتها فيضان - طوفان ادت الى غرق حوالي 60 الف نسمة الاستفادة من العبر والدروس: ادت هذا الزلزال المدمرالى تحرك المؤسسات العلمية وادخلت ملف الكوارث الطبيعية – الزلازل في أجندة قادة دول العالم وفي مقدمتها الرئيس الا مريكي ( جورج دبللو بوش) الذي وافق على أنشاء مراكز رصد امواج ( تسونامي ) التي تضرب عمق البحار والمحيطات , وسيتم تحقيق ذلك من خلال وضع اجرة مراقبة تثبت في قاع البحار والمحيطات , ولا سيما المناطق القريبة من الاحزمة البركانية والزلزالية وتربط تلك الاجهزة بشبكة الاقمار الصناعية التي ستستلم أشارات واضحة أثناء تعرض قاع البحار لأيه حركة زلزالية او بركانية مما سيساعد على أتخاذ الاجراءات اللازمة لتقليل الخسائر البشرية والمادية في المستقبل . باحث جيولوجي / هولندا