أبو الفضل يقول: لابد أن ننتقل إلى محطة المجلس الوطني بكل مسؤولية وجرأة ترسم مستقبل حزبنا وشعبنا وفاء لأرواح شهدائنا ومناضلينا لم تكن اللحظة مجرد وداع.. لم تكن مجرد إحساس بفقدان.. لم تكن مجرد دموع تدفقت من العيون لتبكي فقيدا عزيزا.. لم تكن اللحظة مجرد استحضار لذكرى رجل مر من هنا.. لكنها لحظة للاعتراف.. لحطة الوفاء.. لحطة وطنية في يوم وطني.. كل المناضلين هنا.. اتحاديون.. نقابيون.. جامعيون.. حقوقيون.. جمعويون.. التأموا مع أسرة الفقيد الكبير الاتحادي والأكاديمي عبد الله صبري الذي فاجأنا برحيل غير معلن في غشت الماضي.. التأموا يوم الاربعاء الماضي ليترحموا على روحه الطاهرة.. رحل عبد الله صبري والمغرب مازال في حاجة لعطاءاته ، +ويكفي أن يجمع كل المتدخلين في حفل تأبينه على أن الرجل كان مدرسة في الإخلاص. خالد زريكم عضو الكتابة الإقليمية رحب بكل الذين حضروا وفاء للروح الطاهرة لعبد الله صبري قبل أن ترتكن القاعة إلى صمت رهيب ممزوج بخشوع حين كان شاب اتحادي يتلو آيات من الذكر الحكيم. أما حبيبي بنسالم الكاتب الإقليمي للحزب فقال: «فقدان المرحوم عبد الله صبري خسارة كبيرة أولا كإطار، وثانيا لما يمثله من نموذج المناضل الصادق الغيور على وطنه باذلا كل جهده لتحقيق المشروع المجتمعي الذي يحمله حزبه، ألا وهو تحقيق المجتمع الديمقراطي الحداثي وكذلك لما كان يتشبع به الفقيد من قيم الصدق والنزاهة والمصداقية». وباسم المكتب السياسي تناول الكلمة إدريس أبو الفضل ليؤكد أن الدكتور عبد الله صبري «ظل بيننا متميزا بصدقه النضالي ومثاليته الأخلاقية ووفائه المتميز في أدائه على مختلف الواجهات»، وهذا التأبين يقول عضو المكتب السياسي ليس مجاملة للرجل ولكنه اعتراف يسير لأداء الرجل.. وأضاف أبو الفضل «لقد فقدنا الدكتور عبد الله صبري في قلق عام وهو في أوج عطاءاته وما أحوجنا إليه الآن.. إن هذا التأبين يصادف الذكرى 44 لاختطاف الشهيد المهدي بن بركة الحاضر القوي دائما بيننا والمتزامن مع يوم وطني هو عيد الاستقلال، وفي راهنية سياسية مختلفة حيث خرجنا على التو من تجربة «ديمقراطية» أرجعت بلادنا إلى مرحلة السبعينات وبالخصوص مرحلة 83 و84 بكل تجلياتها، حيث استعمال المال الحرام ورسم خرائط انتخابية في دوائر الداخلية سلفا، مضيفا « إننا مقبلون على الدورة الثانية للمجلس الوطني وأن الاتحاديين عبروا بشجاعة في الرؤى وصدقية في الموقف وانسجاما مع ماضيهم التليد وسيتبادلون الرؤى بمسؤولية وجد ولابد من طرح التساؤل كيف نؤدي رسالتنا في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ بلادنا؟ وشدد إدريس أبو الفضل على انه لابد أن ننتقل إلى محطة المجلس الوطني بكل مسؤولية وجرأة ترسم مستقبل حزبنا وشعبنا وفاء لأرواح شهدائنا ومناضلينا ولا يمكن بالمطلق أن تنطلي علينا هذه الصورة القائمة التي يعيشها المغرب اليوم. فرع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بمراكش تحدث عن عبد الله صبري الحقوقي الذي كان يحمل في خلده قضية الإنسان وكان يعمل على تهيئة المناخ الملائم للتعبير عن الرأي، مؤكدا على ضرورة تحرير الإنسان من الخوف وسيطرته وتشجيع الإنسان على تقديم رأيه والجهر به وتحرير الرأي من سيطرة الآخرين, الأستاذ المصطفى الرافعي رفيق الراحل في النضال وفي العمل الجماعي قال إن عبد الله صبري يرجع له الفضل مع مجموعة من رفاقه المخلصين في تأصيل ووضع أسس العمل الجماعي الجاد والهادف بمدينة مراكش كحاضرة مغربية، وواحدة من عواصم بلادنا ظلت تحتل مكانة خاصة في قلب الفقيد العزيز وتفكيره، فكان من انشغالاته تجديد آليات الشأن الجماعي وتحديثه واستعادة الصورة الإيجابية للمنتخبين وإبراز قدرتهم على خلق وإبداع دينامية التغيير بالمدينة بعيدا عن المصالح الخاصة.. الأستاذة مليكه زنبوع لم تخف دموعها وهي تتحدث عن خصال الفقيد الذي اعتبرته معلما لها في النضال وأثنت على جهده العلمي المدروس في العمل الجماعي الذي كان فيه بحق أستاذا، مما جعله محترما من طرف الجميع أصدقاء وأعداء على حد سواء. المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف حضر التأبين في شخص عبد الحق عندليب وأدلى بشهادة في حق الفقيد متحدثا عن مناقبه ومعتبرا أنه من المناضلين الذين ناصروا الدفاع عن حقوق الإنسان وعن العدالة ورد الاعتبار وجبر الضرر بالنسبة للمناضلين الذين ذاقوا مرارة سنوات الرصاص.. المناضل الاتحادي والنقابي الفذ مولاي المهدي الدرقاوي تحدث في شهادة مؤثرة عن الراحل عبد الله صبري وقال بأنه رغم جديته وصرامته النضالية كان يتمتع بخفة دم وروح النكتة، كما أكد انه من المناضلين القلائل الذين يتميزون دائما بالتفاؤل ولا يتسرب إليه اليأس بتاتا. حفل التأبين تميز بعرض شرط فيديو أعدته الشبيبة الاتحادية عن حياة الرفيق، لكن الحضور تأثر أكثر وهو يشاهد مقطعا من عرض للفقيد حول المغرب العربي خاصة أرملته التي حضرت الحفل ممتنة لكل من ساندوها في محنة الفقيد الذي كان رغم مشاغله النضالية الكثيرة التي تبعده عن بيته ،أبا ومربيا مثاليا. رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جنانه