اقتحمت أنفلونزا الخنازير حرمة المؤسسات التعليمية، واجتاحت بعض المدارس في بعض المدن هنا وهناك، كالبيضاء وفاس والرباط ليصل عدد المصابين الى 35 تلميذا حتى حدود نهاية الأسبوع المنصرم. ولأننا لسنا وحدنا، كمغرب وكمغاربة، من اجتاحت بلادنا مثل هذه الجائحة، وإنما هي جائحة عالمية ضربت العديد من البلدان في مختلف القارات، فإن المفروض أن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها وتتخذها الدول المتقدمة، وتلك التي تنصح بها منظمة الصحة العالمية، هي الإجراءات الوحيدة الكفيلة باتباعها عندنا أيضا، خارجا عن أي اجتهاد شخصي من طرف هذا المسؤول أو ذاك، مما قد يفاقم من أخطار هذه الجائحة، ويزيد من تهديداتها ويمدد في عمرها لا قدر الله. لذلك فإذا كانت بلادنا قد عممت في المطارات وبوابات الولوج الى التراب المغربي، أجهزة الكشف عن فيروس انفلونزا الخنازير، كما هو معمول بذلك في باقي دول العالم، فإن إجراء معالجة المصابين من التلاميذ داخل منازلهم، مهما قدم من مبررات، لا يبدو إجراء سليما، ولا يبدو أن الدول التي ظهر عندها هذا الفيروس أولا، قد اعتمدته، لا «كإجراء احترازي وقائي» أو «لتسهيل مأمورية رعاية المصابين، على آبائهم»! لذلك، فإن العديد من البيوت المغربية لا تصلح لتكون محجزا صحيا لأبنائها، ولذلك لا اجتهاد مع وجود معايير واجراءات دولية، ولا اجتهاد إذا كان سيفاقم الخطر!