إن المرء وهو يتجول عبر أزقة وشوارع تراب الفداء ، لابد وأن تستوقفه ظاهرة الباعة الجائلين المحتلة للملك العمومي بشكل استفزازي؟ فزائر المنطقة يقف مشدوها أمام الكم الهائل من الباعة بعرباتهم وفرّاشاتهم وكراسيهم ومظلاتهم.. حتى أصبح بعضهم يعتبرالأمر بمثابة حق مكتسب، لدرجة يتعذر على الراجلين وأصحاب الدراجات والسيارات أن يستعملوا المكان المخصص لهم ، مما يسبب عرقلة حقيقية وتنتج عنه اصطدامات هنا وهناك وضجيج وفوضى وأكوام لا تعد ولا تحصى من الأزبال والأكياس البلاستيكية وعلب الكرطون! وللتأكد من هذه الوضعية غير السليمة، يكفي المرور ليلا لمعاينة الأزبال المتراكمة على قارعة الطريق التي خلفها هؤلاء الباعة. فحتى السكان يتعذر عليهم الخروج من منازلهم لأن مداخلها أضحت محتلة ، كما هو الحال بالنسبة لعمارة «هنديم» حيث الأبواب لم تعد تستعمل وأصبحت النساء ، أمام استفزازبعض الباعة ، يستعملن باب المرآب للدخول الى منازلهن، هذا دون إغفال الكلام الساقط ! لقد قامت السلطات المعنية بتوسيع شارع أبي شعيب الدكالي قرب سوق القريعة، وهيأت موقعا مناسبا ، لكن غياب الصرامة أدى الى عرقلة حقيقية لحركة المرور، حيث الوقوف العشوائي لبعض أصحاب الهوندات، وتتطلع الساكنة المتضررة الى تنظيم حملة بكل الصرامة المطلوبة ، على غرار تلك التي نُظمت ، مؤخرا، بدرب ميلان، حتى تمارس حقها في الاستعمال الإيجابي للملك العمومي.