«أضحت مختلف الفضاءات والمساحات العامة والأرصفة في ملك بعض أصحاب المقاهي والمطاعم والحرفيين الذين استولوا على مساحات عمومية دون مسوغ قانوني... رغم الشكايات المرفوعة في هذا الشأن» يقول بعض السكان المتضررين، الذين أضافوا «فالكراسي احتلت الأرصفة، ودخان «الشوايات» يملأ الفضاءات ليسيل دموع المارة ولعاب بعض المتورطين في منح هذا النوع من التراخيص بهذه الطريقة أو تلك! لقد «أبدع البعض في استغلال الملك العام عبر مد الواجهات الأمامية للمقاهي والمحلات التجارية، فتمكنوا في ظرف وجيز من (التهام) أماكن كانت مخصصة لسير الراجلين الذين أصبحوا مجبرين على السير وسط الطريق! من جهة أخرى، يشتكي سكان المنطقة (ليساسفة، بعض النقط المتفرقة بالألفة، سيدي الخدير...) وكذا التجار من استفحال ظاهرة الباعة الجائلين الذين يجوبون الشوارع والأزقة بحرية تامة، رغم بعض الحملات بين الفينة والأخرى، وهو ما بات يؤرق بال أصحاب المحلات التجارية ممَّن يدفعون الضرائب بشكل منتظم! فبالحي الحسني وغير بعيد عن «القيسارية» تتحول الشوارع والأزقة إلى «سوق شعبي» مفتوح على كل الأنشطة، الأمر الذي «تنتج عنه أكوام من النفايات المتراكمة من بقايا الخضر والفواكه والأسماك التي تحاصر أبواب المنازل». وضع يرى فيه الساكنة «مشكلة بيئية، جراء ما يخلفه من انتشار للحشرات (الذباب وغيره )، مما ينعكس على الصحة العامة، خاصة الأطفال والشيوخ. هذا الوضع، دفع بالعديد من ساكنة ليساسفة لتوجيه مجموعة من الشكايات إلى الجهات المعنية «احتجاجاً على الأوضاع الكارثية التي يعرفها قطاع النظافة، كما هو حال بلوك 1 بسبب الباعة المنتشرين عبر أزقة وشوارع الحي». وقد أسفرت هذه الشكايات/ النداءات عن تدخل السلطات المعنية لوضع حد لنشاط الباعة العشوائي بأحد الشوارع بالمنطقة، الأمر الذي خلف ارتياحاً بين الساكنة. من جانب آخر، طالب بعض الباعة ممن استجوبناهم بإيجاد حلول منصفة «تجعلنا في منأى عن مطاردات رجال السلطة وأعوانها، مع ضرورة مراجعة ملف توزيع المحلات التجارية بالسوق النموذجي المحدث بليساسفة الذي عرف بعض الاختلالات والتجاوزات خلال الولاية السابقة» على حد قولهم، إضافة إلى مجموعة أسواق نموذجية أخرى، منها من «توقفت أشغال البناء بها فجأة، لأسباب لا يعلم كنهها سوى المسؤولين عن تسيير شؤون المنطقة»! لم تعد الاعتداءات المتكررة تشكل الهاجس الوحيد لساكنة «الثالوث» الممتد بين سيدي الخدير وليساسفة مرورا بحي الصفاء، وإنما لاحت في الأفق مؤخرا ظاهرة أخرى ليست حديثة العهد ، تتعلق بانتشار الكلاب الضالة، حتى عاد المواطن غير مطمئن على سلامته أثناء مروره بالأزقة، ولا حتى بجنبات بعض المقاهي والمؤسسات الادارية والتربوية، خوفاً من هجمات هذه الكلاب، دون إغفال محنة المصلين المتوجهين للمساجد لأداء صلاة الفجر ... هاجس الكلاب الضالة يشكل القاسم المشترك لمعاناة أحياء عديدة، منها سيدي الخدير، الوفاق: 3,2,1، ليساسفة، حي الصفاء...