شكل اليوم الدراسي الذي انعقد بمقر نادي معمل السكر ببني ملال يوم الثلاثاء الماضي تحت شعار المخطط الفلاحي الجهوي لتادلة دعامة لتنمية قطاع الشمندر السكري بالجهة مناسبة لاستحضار الأهداف المتوخاة من المخطط الجهوي الذي يروم تأهيل القطاع الفلاحي بعامة وقطاع الشمندر السكري بخاصة نظرا لما لهذا الأخير من تأثيرات وانعكاسات اقتصادية واجتماعية بمنطقة تادلة على الخصوص والتي عرفت هذه الزراعة منذ أمد بعيد بالرغم من التغيرات المناخية العصيبة التي شهدتها المنطقة. ومع ذلك ظلت هذه الزراعة في اسمرارها المعتاد اللهم تسجيل بعض التراجع على مستوى الإنتاج العام مقارنة مع السنين الماضية، وذلك راجع بالأساس إلى ارتفاع تكلفتها من جهة، وظهور بعض الأمراض الفتاكة كمرض الريزوماني الفتاك ( La rhizomanie) ، ومرض الشيطان المعروف لدى غالبية المنتجين. واستنادا إلى هذه القضايا كلها، بادر المشاركون إلى تسطير جملة من الأهداف التي أتى بها المخطط الفلاحي، كتحسين تنافسية قطاع الشمندر السكري بالجهة وكذا ضمان التموين الكافي والمنتظم لمعمل السكر من مادة السكر. ومن هنا، دعت اللجنة التقنية للسكر إلى اتخاذ مجموعة من التدابير الموازية لأهداف المخطط الجهوي والمتعلقة بالمتابعة اليومية لهذه الزراعة إن على المستوى التقني أو الوقائي، إضافة إلى مكننة المسار التقني لهذه الزراعة، اعتماد أساليب السقي المقتصد في الماء والتي بينت مدى نجاعته ومردوديته خلافا مع نمط السقي التقليدي الذي أضحى متجاوزا في الوقت الراهن. هذا فضلا عن تنمية محاور البحث والتنمية وتحسين الخدمات المقدمة للفلاح إن على المستوى التقني، أو على مستوى جانب الخدمات والمنح ونقل الشمندر وكذا سحب التفل. هذا ناهيك عن التأطير الهادف، كتعميم استعمال البذور وذات النواة الواحدة المقاومة لمرض الريزوماني، تشديد المراقبة الصحية للشمندر وكذا عقلنة استعمال مواد الإنتاج. واستعراضا لأهم الانجازات المحققة في الموسم الفلاحي 2008/09،فيمكن الإشارة في هذا الصدد إلى ارتفاع المساحة المزروعة للشمندر السكري مقارنة مع الموسم الفارط، أي 13500 ه مقابل 11700ه في الموسم الفلاحي 07/2008، حيث تم تسجيل ارتفاع نسبة الزرع المبكر؛ إنجاز 82بالمائة من المساحة المزروعة خلال شهر أكتوبر مقابل 80 بالمائة من المساحة المزروعة من نفس الفترة من الموسم الماضي. وهكذا، اتخذت اللجنة التقنية الجهوية للشمندر لانجاح موسم القلع 08/09 أهمها، معاينة وتقيين الإنتاج المرتقب من خلال تنظيم عملية أخذ العينات، تنظيم عملية القلع المبكر التطوعي مع أخذ التدابير التنظيمية المرافقة لهذه العملية من خلال وضع لوائح المنتجين مع وضع جدول التحفيزات المالية وكذا النقل، ثم العمل على ضمان حسن مرور عمليات النقل والشحن واستقبال المنتوج وأداء المنتجين، مع العمل كذلك على مكننة عمليات القلع. وكتقييم عام للنتائج المحصل عليها بالنسبة لإنتاج الشمندر السكري لهذه السنة كما جاء على لسان السيدة نعيمة بوش ممثلة المسؤولة التقنية بمعامل السكر بتادلة، فقد تم تسجيل انخفاض في الانتاج مقارنة مع الموسم الماضي 50طن/ه مقابل 53طن/ه ، ثم انخفاض نسبة الحلاوة 17.59بالمائة مقابل 18.5 بالمائة في موسم 08/09 علاوة على انخفاض المدخول في الهكتار الواحد. ومن ضمن أسباب انخفاض المردود، تأخر الدورة المائية عند بداية موسم الزرع بالنسبة لقطاع بني موسى وكذا تسجيل كثرة التساقطات المطرية خلال فترة الصيانة والتي حالت دون التدخل لمحاربة الأعشاب الضارة، ناهيك عن التأثيرات السلبية لمرض الريزوماني الفتاك المسجل انتشاره خاصة بمنطقة بني موسى. ومن ضمن الأهداف المسطرة خلال هذا الموسم الحالي 10/2009، وضع برنامج لزراعة الشمندر السكري محددة في 15500 ه موزعة على النحو التالي: بني موسى 10500ه، بني عمير 3000 ه والمديرية الإقليمية 2000ه . هذا بالإضافة إلى تحديد تحفيزات رهن إشارة المنتجين كتعويض عن الحفر المبكر. هذا، وبموازاة ذلك، نوقشت مجموعة من العروض التقنية، على أعتبار أن الشمندر السكري يتأثر هو الآخر وبشكل كبير بتأثيرات الأعشاب والحشرات الضارة التي تؤثر سلبا هي الأخرى على المردودية والإنتاج السكري . ولمقامة هذه الأمراض الفتاكة، لا بد من استعمال أدوية ملائمة وفعالة وإن اقتضى الحال الاهتداء إلى التدخل الميكانيكي بعد عمليات رش المبيدات. ومن العروض التقنية التي نوقشت في هذا الموسم الدراسي، عروض تتعلق بطرق مقاومة الحشرات والأمراض التي تصيب الشمندر، إضافة إلى العرض الهام حول خريطة انتشار فيروس الريزوماني ، وهو من أبرز الأمراض الفتاكة التي تصيب الشمندر السكري، حيث ثبت أول ظهور له سنة 2004، حيث تم تسجيل إصابة 670 بقعة ، 47.9 بالمائة ببني موسى و 19 بالمائة بأولاد امبارك. ولمواجهة هذا المرض، فيتعين تعميم أصناف ممتازة مع العمل على تحسيس المنتجين بخطر الفيروس عن طريق أيام دراسية وخرجات.