ارتفعت زراعة الشمندر السكري بإقليم بني ملال وسجلت السنة الحالية نسبة زيادة في المساحات المزروعة بلغت 20 % مقارنة مع السنة الفارطة، حيث انتقلت المساحة المزروعة من 10.000 هكتار إلى 12.000 هكتار هذه السنة وما يعادل إنتاج 600.000 طن من الشمندر السكري هذه السنة، مقابل 450000 طن في السنة الفارطة، بطاقة إنتاجية تصل إلى 7.000 طن كمعدل إنتاج يومي. وأوضح منير مولاي الحسن، المدير العام لمعامل السكر لتادلة، أن «الزراعة المبكرة للشمندر السكري هذه السنة ساهمت بشكل كبير في ارتفاع الإنتاج، إذ لأول مرة في تاريخ المنطقة تمكنا من بداية عملية زراعة الشمندر في 20 شتنبر وبلغنا في أكتوبر الماضي مساحة 9600 هكتار من المساحة المزروعة بنسبة 80% من البرنامج الذي كان مسطرا». مضيفا «أن منطقة تادلة حققت رقما وطنيا في استعمال البذور ذات النبتة الواحدة حيث فاقت نسبة 25 % من المساحة المزروعة وهي أعلى رقم على الصعيد الوطني». وعن العوامل التي ساهمت في ارتفاع معدل الإنتاج وزراعة الشمندر السكري هذه السنة، خاصة وأن فلاحي جهة تادلة أزيلال كانوا قد قاطعوا في السنوات القليلة الماضية زراعة الشمندر السكري، بعد تراجع كبير في موسم 2005/2006 كان من نتائجه إغلاق معملي السكر بسوق السبت، وبني ملال، والإبقاء على وحدة أولاد عياد فقط من أصل ثلاث وحدات كانت لمعامل السكر بالجهة، أوضح منير مولاي الحسن أن «شركة معامل السكر قامت باستثمارات مهمة ركزت على إعادة هيكلة الوحدة الصناعية لأولاد عياد بتوظيف غلاف مالي وصل إلى 250 مليون درهم للرفع من الطاقة الاستيعابية للمعمل إلى حوالي 8500 طن في اليوم، إضافة إلى وحدة لإنتاج السكر الأبيض بمعدل إنتاج يصل إلى 1500 طن في اليوم، كما سيتم انجاز وحدة لإنتاج القالب بتكنولوجيا حديثة ذات مواصفات عالمية بطاقة إنتاجية تصل 200 طن في اليوم». وقال منير في تصرح ل«المساء» إن «مختبر تحاليل السكر كان مثار تساؤلات وتخوفات من الفلاحين في السنوات الفارطة، لذلك قامت الشركة بإنجاز مختبر جديد يعمل بطريقة أوتوماتيكية باعتماده على التكنولوجيا الحديثة، حيث أضحى مختبر أولاد عياد بإقليم بني ملال الذي بلغت تكلفة إنجازه 8.5 ملايين درهم من أرقى المختبرات على الصعيد الدولي، وهو مختبر معتمد من طرف ISO الدولية». وسجل مدير معامل السكر لتادلة أن الأرباح التي حققها الفلاحون هذه السنة كانت «بمستويات عالية تتراوح مابين 35.000 درهم و 45.000 درهم في الهكتار هذه السنة مقارنة مع السنة الفارطة التي بلغت 27000 درهم في الهكتار وبدل 19000درهم في الموسم ما قبل الماضي». وأكد منير مولاي الحسن أن نسبة الحلاوة هذه السنة التي بلغت 19.5 % بدل 17،5 % في السنة الماضية، ومعدل الأرباح ستمكن من عودة وإقبال الفلاحين على زراعة الشمندر السكري، وأشار إلى أن طموح الشركة العودة لإنتاج مليون طن في السنة أو أكثر لذلك ستنطلق الدراسات الهندسية في شتنبر المقبل للرفع من الطاقة الاستيعابية للمعمل إلى 12.000 طن في اليوم ابتداء من موسم 2011 . يشار إلى أن شركة معامل السكر لتادلة كانت قد أعلنت في السنة الفارطة عن مساهمتها في خلق 8 شركات تعمل بمكننة القطاع الفلاحي بغلاف يقدر ب4،5 ملايين درهم في أفق الوصول إلى خلق 20 شركة تساهم في مكننة القطاع بنسبة 100 %، كما أعلنت الشركة عن القيام بإنجاز محطة لتصفية المياه العادمة بغلاف مالي يقدر ب45 مليون درهم والذي انطلقت بداية الأشغال فيه في شهر يناير الماضي بشراكة مع وكالة الحوض المائي لأم الربيع وصندوق التطهير.