على حساب الجار، طرد الجيش الملكي النحس وسجل أول انتصاراته هذا الموسم، برأسية من لاعب الفتح عزيز الكراوي، الذي تحول إلى مهاجم عسكري، حيث تسلم كرة ثابتة من رجل لمناصفي وخدع فوهامي، الذي لم يكن أبدا ينتظر هدفا من رأسية زميله، وذلك في الدقيقة 37. فرحة العسكريين سيعكر صفوها طرد بندريس في الدقيقة الأربعين، بعدما فضل التضحية بنفسه من أجل إنقاذ مرماه بعد توغل اللعب يوسوفو، الذي كان قريبا من الوصول إلى مربع العمليات، لولا تلك العرقلة الصريحة، التي كان جزاؤها الورقة الحمراء، وليفرض على مووس إعادة ترتيب الأوراق لسد الفراغ، وتعزيز الدفاع بشكل يجعله أكثر أمانا، ويبعد عنه نتائج التعادلات والإخفاقات التي زرعت الكثير من الريبة والشك وسط الفريق بكل مكوناته، والتي كان من نتائجها إقالة العربي كورة من الإدارة التقنية. الفريق العسكري بعد تسجيله الهدف، أصبح أكثر ثقة في النفس وتخلص من اندفاع فريق الفتح، الذي قدم عرضا كرويا لايعكس البثة النتائج التي يحصدها. لاعبو الفتح لعبوا بطريقة مفتوحة وبحس هجومي مبني على المهارات الفردية للشطيبي وتمريرات لاعبي الوسط المحسوبة بذكاء، وتقويسات الأجنحة، إلا أن يوسوفو الذي كان رأس حربة، لم يكن في موعده، رغم أن الموعد هو ديربي العاصمة. وإذا غاب يوسوفو عن الموعد، فإن الحكم الباعمراني كان في مستوى اللقاء، الذي قاده بلياقة بدنية عالية، جعلته يكون دائما قريبا من العمليات ومن الكرة، الشيء الذي جعل قراره بطرد بندريس، يقبل من دون أي احتجاج. كما أنه كان صائبا في كل تدخلاته، وهذا ما أعطى للديربي الرباطي تكاملا على مستوى العرض الفني الكروي. واذا كان فريق الفتح قد أكمل الشوط الاول بكل لاعبيه، فإنه سيجد نفسه بعشرة فقط بعد طرد اللاعب بوخريص، الذي تعمد الخشونة ضد الراقي، الذي كان راقيا في أدائه. ولسوء حظ بوخريص أن الحكم الباعمراني كان قريبا منه ورأى بأم عينيه كيف تحول إلى ملاكم بدون حلبة. طرد بوخريص، أراح مووس وأربك خطة عموتة، إلا أن ذلك لم يمنع لاعبي الفتح من السيطرة على اللعب، بل فرضوا طريقة لعبهم وكانوا أقرب إلى تعديل الكفة، غير أن يوسوفو بقي تائها كما كان طول المباراة، ليجد عموته نفسه مجبرا على الاستنجاد بدكة الاحتياط، حيث أدخل أجراوي وأتبعه بالزيتوني مراد ثم الكشاني، إلا أن الحلول كانت منعدمة، لأن الدفاع العسكري أغلق دونه الأبواب، فبقي التسديد من بعيد بواسطة بنشريفة هو الحل الوحيد، لكن الضغط أبعد عنه التركيز لتفشل كل محاولاته، وليتمكن الجيش الملكي من كسب أولى مقابلاته، ويتصالح مع جمهوره في مقابلة تحمل طابع الديربي، وللانتصار في الديربي طعم مختلف. وقد كان الاختلاف بذلك الحضور الجماهيري، الذي تميز عنه في السابق من المباريات. لقطة فيها أكثر من تعبير خلال الديربي رفعت لافتة ثوبها أسود، كتب عليها بالأبيض (الجمهور الرباطي يطالب بإبعاد حسن مومن عن الشأن الكروي الوطني، وعن الفتح الرياضي). أصحاب اللافتة هم جمهور الفتح، وقد رفعوها من المنصة التي كانت مخصصة لهم، كما أنهم كانوا يعرفون جيدا أين كان يجلس مومن، إلا أنه قبل رفع اللافتة، كان مومن قد غادر المكان، ويعلم الله من صاحب النصيحة!!. السبورة الإلكترونية المرتبكة تميزت المباراة بتشغيل السبورة الإلكترونية، وإن كان فيها الكثير من الشوفينية لأن مايجب الإسراع بإصلاحه هو تلك الكراسي المقتلعة، وتلك الإنارة المعطلة وفتح المدرجات. السبورة الإلكترونية ظهر عليها الكثير من الارتباك، فأربكت العديد من الصحافيين الذين احتاروا بين تصديق السبورة أو تصديق أعينهم. فعند تسجيل الهدف الوحيد تم الإعلان عن محمد جواد كمسجل، بعدها كتب اسم لمناصفي، لكن بعد الشوط الأول، وبعد مشاهدة الإعادة عبر الشاشة، تبين أن المسجل هو الكراوي ضد مرماه. حضور تروسي تابع المباراة المدرب فيليب تروسي وقد وضعت عدة تساؤلات حول حضوره. نعم إن قلبه كان دائما مع الفتح، لكن حضوره في هذا الظرف، الذي يعيش فيه فريق الجيش الملكي نتائج غير مرضية، فتح المجال أمام التأويلات و الاستنتاجات. ربما قد يكون الربان القادم للفريق العسكري. إبعاد فلاح ومديحي غاب فلاح ومديحي عن لائحة المدرب مووس، وهناك من ذهب إلى القول بأن الإبعاد سيكون نهائيا وأنهما سيكونان في لائحة الانتقالات خلال الميركاتو المقبل.