نجح فريق الجيش الملكي في اصطياد عصفورين بحجر واحد، وذلك عندما أفلح في فك عقدة التسجيل التي لازمته منذ بداية الدوري المغربي الأول لكرة القدم، وكذا عقدة تحقيق أول انتصار له هذا الموسم، في ديربي لم يف بكل العهود التي قطعها على نفسه، سواء ما تعلق بالندية التي سيطرت على المباراة أو التشويق الذي لازمها إلى آخر رمق. لكن المؤكد هو أن المباراة دارت في أجواء مشحونة، بين ناديين أحدهما كان يقبض بيد من حديد على جامعة كرة القدم وجل الهيئات التي تدبر الرياضة المغربية، وبين آخر تسلم منه المشعل وأصبح يتحكم هو الآخر في جميع دواليب الشأن الرياضي. فضلا عن أن الفريقين يجتازان وضعا صعبا هذا الموسم، حيث إن الجيش الملكي أشر على أسوأ بداية له منذ عهود بعيدة جعلته قبل المباراة يختتم سبورة الترتيب بمجموع نقطة وحيدة، في حين أن الفتح كان يحتل المرتبة 12 بثلاث نقط، لكن بسجل خال من الانتصارات. كل هذه المؤثرات أفرزت مباراة قوية من الطرفين أشعلها الفريق العسكري عندما افتتح حصة التهديف من خلال رأسية للمدافع عزيز الكرواي ضد مرماه، وذلك في أعقاب تنفيذ ضربة ثابتة من رجل لاعب الوسط عبد الرزاق المناصفي. لكن فرحة الهدف لم تدم إلا دقائق معدودة، قبل أن يعمد الحكم حميد البعمراني إلى طرد المدافع عمر بندريس، إثر ارتكابه خشونة واضحة في حق مهاجم الفتح الحسن إيسوفو. الشوط الثاني عرفت فيه الكرة اتجاها واحدا هو مرمى الحارس خالد العسكري، وذلك بعد أن تراجع جميع لاعبي الجيش إلى الوراء دفاعا عن الهدف، حيث كان فريق الفتح قاب قوسين أو أدنى من تسجيل هدف التعادل في مرات عديدة، سواء من خلال الضربات الثابتة أو الكرات العرضية التي كانت تقلق حارس الجيش وتربك دفاعه، الذي تعزز بدخول اللاعب جواد بوعودة بديلا للاعب الوسط المهدي النغمي. وبينما كان فريق الفتح يقترب من إدراك التعادل عاد الحكم البعمراني إلى معادلة الفريقين من الناحية البشرية، حيث طرد المدافع بوخريص إثر ارتكابه خشونة في حق عصام الراقي أحسن لاعب في المباراة. لتعود المباراة إلى التكافؤ من جديد. وفيما عبر المدرب والتر ماوس عن سعادته الكبيرة بعد نتيجة الانتصار، أكد أن الأهم بالنسبة إليه هو أن لاعبيه سيتخلصون من العقدة التي لازمتهم منذ بداية الدوري، متمنيا أن يظهروا نفس الحماس خلال كل المباريات القادمة، مشيرا إلى أن المباراة كانت بمثابة بروفة لمباراة نهائي كأس العرش التي ستجمع الفريقين بعد شهر واحد.