... عكس الموسم الماضي الذي شهدت فيه الدورة الأولى من البطولة الوطنية لكرة القدم غزارة في الأهداف، عجزت الفرق ال 16 المتبارية فيما بينها عن تجاوز حاجز عشرة أهداف وهي حصيلة ثماني مباريات جرت على مدى ثلاثة أيام عرفت اكتفاء القوى الكبرى بالتعادل سواء داخل الميدان أو خارجه. ورغم الشح في حصيلة الأهداف إلا أن الدورة الأولى من البطولة لم تخل من التشويق والإثارة والفرجة، ذلك أن معظم هذه الفرق أبانت عن استعداد جيد خصوصا من الناحية البدنية وقد رأينا كيف أن فريق الجمعية السلاوية صمد في وجه حامل اللقب الجيش الملكي ونفس الشيء فعله فريق أولمبيك آسفي أمام الرجاء وكيف أحرج المغرب الفاسي ضيفه الوداد شباب المحمدية مستضيفه اتحاد الخميسات. وعرفت مباراة افتتاح الجولة الأولى إعلان فريق الدفاع الجديدي عن نفسه منافسا قويا على لقب الموسم الجديدي ذلك أنه قدم درسا جميلا في فنون كرة القدم عندما قابل فريق أولمبيك خريبكة وأطاح به نتيجة وأداء (0-2). وافتتح عبد الله الهوا التسجيل لفريقه الدفاع الجديدي في الدقيقة 56 قبل أن يضيف المخضرم رضا الرياحي هدف الاطمئنان في الدقيقة 60. ولعل هذه النتيجة تعد إنذارا مبكرا لفريق أولمبيك خريبكة لإعادة ترتيب أوراقه والظهور بمستوى يليق بسمعته التي اكتسبها في السنوات الأخيرة التي توجها بلقب في الموسم قبل الماضي. واكتفى فريق الجيش الملكي بطل الموسم الماضي بالتعادل أمام جاره جمعية سلا بدون أهداف في المباراة التي جمعت بينهما بملعب بوبكر عمار في عز حر رمضان. وعجز الفريق العسكري عن الوصول لمرمى الفريق السلاوي العائد حديثا إلى قسم النخبة، رغم الفرص العديدة التي أتيحت له والتي تفنن كل من العلاوي ووادوش في إضاعتها.. وقد أبدى فارس الرقراق مقاومة كبير أمام حامل اللقب بل كاد في بعض الأحيان يوجه ضربة قاضية لضيفه لو أحسن مهاجموه بعض الفرص التي سنحت لهم. يذكر أن الجيش الملكي أكمل المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد المدافع نور الدين القاسمي في الدقيقة 64 بعد تلقيه إنذارين.. وهذه ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها قاسمي الورقة الحمراء فقد كرر نفس السيناريو عدة مرات في الموسم الماضي. وأرغم فريق أولمبيك أسفي مضيفه الرجاء البيضاوي على التعادل بدون أهداف في المباراة التي جمعت بينهما بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء . وأتيحت للفريق الأخضر سيل من فرص التهديف لكن التسرع تارة وسوء الحظ تارة أخرى حال دون الوصول إلى شباك الفريق المسفيوي. ونجح أولمبيك آسفي بقيادة مدربه الوطني عبد الهادي السكتيوي في وقف الزحف الرجاوي بإحكام غلق الممرات المؤدية إلى مرمى فريقه بل كاد يفاجئ منافسه لو استغل مهاجموه الكرات المرتدة التي أتيحت لهم. ورغم أن النتيجة لم تكن في صالح فريقه إلا أن الجمهور الرجاوي خرج راضيا عن أداء لاعبيه مقتنعا بأن الحظ لم يحالفهم وأن المرات القادمة قد تحمل الأفضل. وتبقى أبرز النتائج المحققة في الدورة هي الانتصارات التي حققتها فرق الكوكب المراكشي والمغرب التطواني واتحاد الخميسات وشباب المسيرة. فبالنسبة للفريق المراكشي فقد عاد بفوز ثمين من قلب مدينة وجدة على حساب المولودية المحلية بهدفين مقابل واحد . افتتح عبد المولى الهردومي التسجيل للكوكب المراكشي في الدقيقة 11 فيما أدرك التعادل للمولودية اللاعب محمد برابح من ضربة جزاء في الدقيقة 35، لكن ذلك لم يجنب سندباد الشرق تجرع الهزيمة بعدما سجل وسام البركة هدف فوز فريقه المراكشي في الدقيقة 46 . أما المغرب التطواني فقد قسا على النادي القنيطري وهزمه بهدفين مقابل واحد وقعهما الكاميروني بيير كوكو هدفين في الدقيقتين 26 و75 للمغرب التطواني و رشيد برواس من ضربة جزاء في الدقيقة 56 للفريق القنيطري. وبحصة هدف يتيم فاز كل من شباب المسيرة على حسنية أكادير واتحاد الخميسات على شباب المحمدية ولو أن الفريق الزموري انتظر حتى الوقت الميت لتسجيل هدف فوزه. أمام المباراة الأخيرة عن الدورة والتي احتضنها الملعب الجديد لفاس فقد عرفت التعادل بين فريقي المغرب الفاسي والوداد البيضاوي، وقد شهدت هذه المباراة ندية كبيرة بين الفريقين ولو أن الفريق الفاسي كان الأقرب لتحقيق الفوز بالنظر إلى الفرص الواضحة التي أتيحت له خصوصا في الشوط الثاني. وشهدت المباراة احتجاج الفاسيين على حكم المباراة السيد خليل الرويسي لعدم احتسابه ضربتي جزاء بعدما لمست الكرة يد المدافع فوزي البرازي مرتين داخل مربع عمليات فريقه الوداد. وعموما فقد أظهرت الجولة الأولى من البطولة الوطنية تباشير جيدة لأن يكون هذا الموسم موسما شيقا سيشهد تنافسا حادا من أجل نيل اللقب.