ثلاثة أهداف فقط، حصيلة هزيلة جدا لخمس مباريات جرت عن الدورة 12 من بطولة القسم الوطني الأول لكرةالقدم، عكست بوضوح مستوى كرة القدم الوطنية، التي يحاول القائمون على الشأن الكروي ببلادنا تصويرها في ثوب غير ثوبها الأصلي! ثلاثة أهداف قد تسجل في كثير من الأحيان في مباراة واحدة، لكنها للأسف جسدت بالملموس أن كرة القدم الوطنية التي يراد لها أن تدخل عالم الاحتراف في مستهل الموسم المقبل!! مازالت في حالة متخلفة جدا، وتحتاج إلى عمل كبير وعلى أكثر من مستوى، حتى ترتقي على الأقل إلى مستوى نظيراتها العربية، حتى لا نقول الأوروبية، التي تفصلنا عنها سنوات ضوئية كثيرة. الهدف الأول كان بمركب فاس، وأهدى الانتصار للوداد الفاسي، في مباراه أمام الاتحاد الزموري للخميسات، فيما سجل الهدف الثاني بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط في مباراة الجيش الملكي و جمعية سلا، وكان هو ثالث أهداف الفريق العسكري هذا الموسم، رغم أنه يضم ترسانة من أبرز الأسماء على الصعيد الوطني، الغريب أن أحد هذه الأهداف العسكرية الثلاثة كان من رأسية لعميد الفتح الرباطي ضد فريقه، وأهدى بها العسكريين أول انتصاراتهم في الموسم! أما الهدف الثالث فكان بالملعب البلدي بالقنيطرة، ومنح الكاك الفوز الأول رفقة المدرب الجديد أوسكار فيلوني، الذي استحق 30 ألف درهم نقدا، بموجب العقد الذي يربطه بفريقه، والذي يفرض توصله بثلاثة ملايين عن كل انتصار. الأكيد أن هذا الرقم المتواضع، يحمل أكثر من دلالة، ويؤكد بالملموس أن القائمين على الشأن الكروي المغربي « يصمروا فيه ميت»، لأن التغني بالاحتراف واستراتيجيات الإصلاح والتغيير، وغيرها من المصطلحات الفضفاضة، غير موجودة على أرض الواقع، مادام هاجس النتائج الآنية هو المسيطر على تفكير أغلب المسيرين المغاربة، الذين يفتقد كثير منهم لمخططات العمل، ويجعلون من الفرق «دكاكين» يدبرون أمورها بشكل آني، بعيدا عن المنهج العلمي في تدبير شؤونها. لقد حان الأوان لفتح الباب أمام وجوه جديدة قادرة على منح الإضافة، حتى لا تظل أشرعة كرة القدم الوطنية قديمة ومكسرة. الغريب أن أغلب هذه المباريات جرت أمام مدرجات فارغة، ويبدو أن حدس الجماهير أوحى لها بأن لا داعي من التوافد على المدرجات، والاكتفاء بمشاهدة رتيبة على شاشة التلفزيون، فعلى الأقل تتواجد في البيوت أغطية و«بطانيات»، عكس المدرجات، الباردة، ليس بفعل بردوة الطقس فقط، وإنما بفعل برودة الأداء.