كشفت الدورة 11 من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم ، مرة أخرى ، عن تواضع المنتوج الكروي المغربي، رغم أن البعض يحاول يائسا بعث الروح في جسد ميت، بفعل غياب سياسات التكوين واعتماد المنهج العلمي في التعمل مع الفئات الصغرى لدى العديد من الفرق المغربية، التي تمنح بعض لاعبيها القدامى، أو بعض الأسماء ذات التكوين المحدود، بعض الكرات و تضع مستقبلها الكروي في يدهم، فنعاين في كثير من الأحيان لاعبين يصلحون فقط لمباراة أو مبارتين، أو حتى لموسم واحد على أبعد تقدير، وبعد ذلك يبدأ نجم أولئك اللاعبين في الأفول، ويضطرون إلى الإعتزال في سن مبكرة، بعدما « تدير الجلدة ظهرها لهم». فعلى امتداد العقد الماضي، شهدت الساحة الكروية عددا من الأسماء التي لمعت في سن مبكرة، بل إن من بينها من لعب للمنتخب الوطني وهو دون العشرين، لكن بعد ذلك يصبحون في عداد الماضي والذكريات، والسبب هنا هو افتقادهم للمنهج العلمي في التكوين و اعتمادهم على الفطرة،التي غالبا ما تذوب تحت حرارة أضواء «النجومية»! لقد أكدت الدورة 11 أن غالبية الأندية المغربية تعاني فراغا مهولا على مستوى كافة الخطوط، وتحديدا في الهجوم، ذلك أن الحصيلة التهديفية (عشرة أهداف) في مجموع المباريات، سجلت 60% منها بأقدام جنبية! بل أكثر من هذا، يتربع على صدارة هدافي الدوري في هذا الثلث الأول من البطولة لاعبون أجانب، سرقوا النجومية من لاعبين مغاربة ينزع الكثير منهم في غالب الأحيان نحو «الانحراف الكروي»، ويصبحون مادة دسمة للإعلام من خلال سلوكاتهم المرفوضة و«صراعاتهم» مع المكاتب المسيرة لفرقهم، التي جربت كل وسائل الردع دون جدوى! ستة هداف من أصل عشرة سجلها لاعبون أجانب، أصبحوا نجوما في فرق تعيش التواضع الكروي، وتأكد في أكثر من مناسبة، أن أغلبهم ذوو مستوى تقني متواضع، تجسد ذلك في كثير من المحطات، وجدت فيها أنديتنا نفسها دون مستوى مقارعة الفرق الإفريقية أو العربية، وكان الإقصاء حليفها. إن هذا الوضع يبين أن السياسة الكروية، سواء على مستوى الجامعة أو الفرق، في منحنى خطير، يتطلب اعتماد برامج الأهداف والاستراتيجيات، التي تقوم على المنطق العلمي، بعيدا عن سياسة الترقاع.