أكد المدرب محمد أجاي، ربان فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم، أن الصحوة الجديدة التي عرفها الفريق خاصة بعد رحيل الفرنسي ريشار طاردي وحلوله على رأس الإدارة التقنية، لم تأت وليدة الصدفة وإنما بجهد جهيد، وقال ل«المساء» إن الوضعية الراهنة تتطلب الحزم والدقة في التعامل، مبرزا أنه وجد مناخا ملائما للعمل. - كيف نجحت في إعادة الثقة للمجموعة؟ < انطلقت بشكل عاد مع أول حصة تدريبية عرفها مركب الفوسفاط بخريبكة عشية يوم (الثلاثاء) 14 أبريل الماضي، وأول ما قمت به تجميع اللاعبين ومطالبتهم بمضاعفة الجهود وتبليل القميص لإعادة الثقة للمجموعة الفوسفاطية التي ظهرت بوجه قاتم طيلة خمس وعشرين دورة من الدوري المغربي، كما كان التركيز المطلق على آخرهما من الضغط النفسي الذي زعزع معنوياتهم جراء النتائج الباهتة المتراصة آخرها كبوتا الرباطوخريبكة على التوالي أمام كل من الجيش الملكي بخماسية، والمغرب التطواني بهدفين مقابل هدف واحد. - هل عانيت من صعوبات خلال الحصص التدريبية؟ < لم أجد كما قلت صعوبات كبيرة، نظرا إلى التعامل المكثف والدقيق مع المجموعة التي أعرفها وتعرفني وتكن لي كامل التقدير والاحترام، حيث أصبح كل عنصر يعي المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه، ويكثف من مجهوداته وجديته سواء خلال فترات التداريب أو حين الانهماك في المباريات الرسمية، بدليل أن لغة التفاهم والانسجام والتناغم بدت جلية على المؤدى التقني والفني للاعبين الذين افتقدوا هذه المعطيات طيلة المشوار السابق من المنافسة على صعيد الدوري المغربي. - ما الفائدة المرجوة من الفوزين الأخيرين في عهدك؟ < الفوزان الأخيران برسم الدور الثاني من منافسات كأس العرش الفضية على حساب فريق شباب المسيرة، والثاني نهاية الأسبوع بملعب أبو بكر عمار بسلا على حساب جمعية سلا، يشكلان انطلاقة حقيقية وقطيعة بين عهد التواضع، نحو حصد النتائج السارة والجيدة التي تعيد لفريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم سمعته، وبالتالي البحث عن مراكز متقدمة في الدوري ولم لا الظفر بلقب الكأس، ينضم إلى رفوف خزائن الفريق بعد الأول المحقق خلال الموسم الكروي (2005/2006). - كيف تفسر تعيينك لتدريب الأولمبيك؟ < لقد انتظرت مدة طويلة قرارا من الدوائر المختصة لفريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم، قبل تعييني مشرفا ومدربا لفئة الكبار خلفا للفرنسي ريشار طاردي، حيث نجحت في استمالة المسؤولين بعد أن راكمت ثلة من الدبلومات والشواهد العليا فضلا عن المعرفة الكبيرة والتامة بكنه وحيثيات الفريق من لاعبي ومؤطري الفئات الصغرى وأيضا الجمهور. - هل ستعتمد على نفس اللاعبين؟ < بالطبع فالمجموعة الأساسية تبقى من الأهمية بما كان في ظل الظروف الصعبة التي مر منها الفريق، مع الزج بثلة من الأسماء الشابة التي اكتشفتها وقدمتها على طبق لفئة الكبار، في مقدمتها المهاجم محمد عسكري والمدافعان عبد الكريم وادو «الريفي» وعز الدين علاوي والظهير الأيمن يوسف عكادي، والدليل أنها لم تدخر جهدا في تقديم القيمة المضافة بالرغم من حداثة عهدها، والأكيد أنها ستقول كلمتها وستفرض ذاتها ووجودها خلال الموسم الكروي القادم. - ما جديد دوري الفوسفاط العام القادم؟ < ستحمل النسخة الخامسة من دوري الفوسفاط بخريبكة، طابع العالمية والدولية من خلال مشاركة بعض الأندية الخارجية في سابقة تعد الأولى من نوعها، من أجل مزيد من الاحتكاك والتناغم بالنسبة للفتيان المغاربة مع عناصر شابة وفتية تخضع للتكوين والتأطير، بقيادة مؤطرين ومدربين مختصين وحاملين لشواهد ودبلومات عالية، جاء هذا بعد نجاح المحطة الأخيرة من الدوري الفوسفاطي، حيث التنظيم المحكم والمشاركة المكثفة لأبرز الأندية الوطنية وعددها ثمانية، بالرغم من ابتعاد فريق المغرب الفاسي لأسباب خارج عن إرادته، علاوة على المنافسة القوية والصراع المرير الذي طغى على جل أطوار المباريات البالغة ستة عشر، فكانت الفرصة سانحة أمام الأطر التقنية للوقوف على المردود الفني والمستوى الذي بلغته هذه الفئة، فضلا عن اكتشاف اللاعبين الذين سيتم الاعتماد عليهم سواء بفرقهم أو بالمنتخب الوطني المغربي للفتيان. - هل يتوفر الفريق على قاعدة صلبة؟ < أجل، فالعناية كبيرة ومهمة بالفئات الصغرى لفريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم،وأيضا بمدرسة التكوين التابعة للفريق، والتي تضم 544 ممارسا،من خلال 204 يمثلون سبع فئات (180 بين فئات الصغار والفتيان والشبان) و24 بالنسبة للفتيات،مقابل 340 طفلا انضموا إلى التكوين والتأطير. - ما الغاية من المشاركة في تدريب مارسيليا؟ < أجريت تدريبا مدته عشرة أيام بمركز التكوين الشهير الخاص بنادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي في إطار العلاقات الطيبة التي تجمع الفريقين المذكورين، خاصة في مجال التكوين والتأطير وإنتاج جيل الغد على مستوى اللاعبين، وأشرف عليه مدير مركز التكوين التابع لنادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي لكرة القدم الخبير «رونوند كرونسان»، حيث استفدت من دروس نظرية وتطبيقية تروم كيفية التعامل مع اللاعبين ودرجة قياس مناعتهم وحنكتهم وتجربتهم، وأيضا فيما يخص التنقيب والبحث وجلب العناصر التي تنضم للمركز من أجل تكوينها وإعدادها بالتدريج، مرورا بكل الفئات والدرجات الدنيا، فضلا على مستجدات عالم التكوين والتأطير بما في ذلك نظام ونمط الأكل والإيواء وكذا المبيت مع كيفية التوفيق بين الممارسة والتداريب اليومية وساعات الدراسة، في أفق افتتاح مركز التكوين الخاص بممثل عاصمة الفوسفاط خلال الأشهر القليلة المقبلة، وسبق لي أن استفدت من دورة تكوينية بالديار الألمانية تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وأعد من القلائل الذين يتوفرون على دبلوم التدريب من الديار الألمانية، بدليل أن سفير ألمانيا بالمغرب أقام حفل استقبال على شرف الأطر المغربية، وأشاد بعطاءاتهم وتميزهم بالرغم من تواجد أطر تقنية من العيار الثقيل تنتمي إلى العديد من الدول الرائدة في عالم التأطير.