بالعمل والإرادة نجحت في مشواري أرقى الأنظمة الإحترافية عشتها بأنجلترا يكون مفيدا ونحن نتلمس الطريق نحو إنشاء عصبة إحترافية إيذانا بنهاية زمن الهواية المتهالك، أن نتحرى عن خصوصيات الممارسة الإحترافية، عن طقوسها، وعن كل ما تضفيه على الممارسة الكروية من روح للإبداع ومن روح للإستثمار أيضا·· والإحتراف الأوروبي الذي نضعه كمقياس لضبط سرعة السير، عاشه على مدى عقود كثيرة لاعبون مغاربة إنطلقوا من ممارسة هاوية، وتكيفوا على نحو رائع بفضل إبداعهم مع عالمهم الجديد·· كيف عاشوا الإحتراف؟ محاولة لسبر أغوار نجوم مغاربة إحترفوا بأوروبا وحققوا نجاحات كبيرة لمعرفة المسافة الفاصلة بين الهواية والإحتراف·· ما ميز المسيرة الكروية ليوسف شيبو الدولي السابق والمحترف كونه عاش أربع محطات أساسية في حياته إنطلقت من النادي القنيطري في ثوب الهواية بكل ما تحويه من طابع مفروض على اللاعب باعتبارها محطة تكمن أهميتها في كونها تعبد الطريق من أجل الإحتراف وولوج عالم المنتخب الوطني كهدف أسمى· يوسف شيبو عنصر ينفرد بكونه إنطلق من الصفر وبلغ القمة المتمثلة في دخول أقوى وأرقى بطولة في العالم، مرورا من إحتراف قطري، ثم برتغالي موشوم بلقب، فأنجليزي رفيع المستوى، فالعودة إلى الكرة الخليجية كإنهاء المشوار في سن كان قابلا للإستمرار ولو على صعيد البطولة الوطنية· مع يوسف شيبو نعيد قراءة مشواره الإحترافي·· المنتخب: كيف عاش يوسف شيبو فترة الهواية أولا؟ شيبو: كباقي اللاعبين المغاربة عشت نظام الهواية من منطلق النادي القنيطري الذي أعتبر وقتها من الأطراف التي لها مكانة في منظومة كرة القدم الوطنية لا على مستوى حضور البطولة ومد المنتخب الوطني بعناصر جيدة، وكذا في إطار حضور التجهيزات وإدارة تحاول الهيكلة إنطلاقا من بعض تجارب الغير· عشت الهواية التي ميزت حقبة عرفت تواجد لاعبين في المستوى وأطر لها مكانتها التي انعكست على أداء الفرق ومستوى البطولة وأندية يطبعها التنافس الشريف ومساندة من جمهور نجده في كل بؤر التنافسية اعتمادا على مواهب وجدت في الأطر المغربية من يصقلها إنطلاقا من الفئات الصغرى· بالنسبة لمجال التسيير، تميزت الحقبة بتواجد أسماء لها وزنها على مستوى إجتماعي ورياضي وتدبيري وقاسمها المشترك هو ضمان النجاح لتلميع صورة النادي وإرضاء الجماهير بكل غيرة وتلقائية· اليوم نعيش فترة تسيير المادة في غياب أسماء نذكر منهم محمد دومو، سعيد بلخياط، مصطفى بلهاشمي، عبد الرزاق مكوار، عبد العزيز السليماني واللائحة طويلة دون أن أنسى عبد الله بنحساين الذي نادى بالإحتراف منذ سنة 1994· المنتخب: إلتحقت بالكرة الخليجية في إطار أول إحتراف خارجي، ما هي مواصفات هذه التجربة؟ شيبو: سنة 1995 عرفت أهم متغير في مشواري الكروي عندما إلتحقت بدولة قطر للإحتراف بنادي السد، هناك عشت تجربة أول احتراف هم على الخصوص فئة من اللاعبين دون الأخرى، حيث كانت الإستفادة المادية تخص العناصر الأجنبية الوافدة على النادي والبطولة القطرية، في حين كان باقي اللاعبين القطريين هواة إما تلاميذ وطلبة أو موظفين في مختلف القطاعات· الآن تغيرت الصورة عندما أصبح الإحتراف يهم جميع الأطراف من إداريين وتقنيين ولاعبين ومتدخلين في اللعبة· المنتخب: ماذا كسبت من الإحتراف القطري ماديا وكرويا وإجتماعيا؟ شيبو: أول شيء يجب الحديث عنه هو الإستقرار النفسي ومصدره دخول عالم له ضوابطه على مستوى إداري ومادي وهو ما يحفز ويجعل اللاعب يعي حقوقه وواجباته وينضبط في كل مجالات التعامل مع الطرف الآخر، أكثر من هذا نحن نعلم وضعية الأسر المغربية وهي تنتظر الدعم والسند من الإبن الذي أصبح في وضع مادي مريح، وكلها حوافز تساهم في حضور كروي جيد· المنتخب: المحطة الثانية كانت عندما قمت برحلة عكسية من الخليج إلى أوروبا وبالضبط لفريقه بورطو البرتغالي، أين تكمن الفوارق؟ شيبو: المتغير الأساسي كما عشته عندما وطأت قدماي نادي بورطو كون الإحتراف يؤمن بالشمولية في كل شيء، لا على مستوى الهيكلة العامة للنادي ولا بالنسبة للإدارة وباقي المتدخلين وعلى رأسهم الإطار التقني واللاعبين، فكل واحد إلا وله إطار يعمل داخله ويحاول تبرير واجده كطرف فاعل ما له وما عليه واحترام متبادل· من الناحية المادية فالمفروغ منه أن الإلتحاق بالبطولة البرتغالية جاء ليبرر واقع التألق الكروي، وبالتالي حضور المقابل المادي المضاعف، وما يحكم هذا التعامل هو عامل الثقة، لذا فإن السبيل الوحيد هو تبرير ذلك على أرض الملاعب وفي الحصص التدريبية ومع الأطراف المتدخلة ومنها الصحافة التي لها دورها، وإذا أغفلنا كل هذا فلا حديث بالطبع عن الإحتراف· المنتخب: نعرف أن الكرة الأنجليزية تبقى رائدة من حيث القيدومية في الممارسة، إذ أن أول نادي احترف هو >نادي شيفلد< ولا على مستوى قوة الأندية، كيف عشت تجربة الإحتراف بإنجلترا؟ شيبو: هناك فرق كبير بين الأندية الأوروبية ككل والأنجليزية تحديدا، ويتبلور ذلك في عدد من المعطيات منها ما هو تاريخي كما ذكرت سالفا ومنها ما هو تقليدي وإداري ورياضي مرتبط بالجمهور، لذا فهو إحتراف بمواصفات خاصة، فأول شيء نتعلمه من هذا الإحتراف الثقة في النفس، فكل الإمكانيات متوفرة والحوافز كذلك، وكلمة السر الشائعة كما يقال هي تحسين المستوى باستمرار، ما نتعلمه كذلك هو إحترام المهنة التي نزاولها، نتعلم كذلك التحلي بالروح الرياضية ونقبل الهزيمة ولا نتعصب للأننا لم نحقق الإنتصار، والأهم أنك تعمل ولا تغش، لذا لن تجد من يلومك ما دمت تعطي كل شيء ولا تتمارض· المنتخب: هذا كثير، كيف تمكنت من التأقلم مع أقوى نمط للإحتراف وأنت الوافد عليه إنطلاقا من محطات أقل صرامة؟ شيبو: عندما تلمس أن كل الأطراف يحاولون دعمك لتدخل النمط التعاملي، علما أنك ستجد صعوبات للتأقلم فهذا يشكل نسبة سيكولوجية تدفعك إلى الإندماج وتغيير سلوكات بقيت عالقة بحكم التعامل السابق لتكون القمة هي البطولة الإنجليزية، وأنا سعيد لأنني سجلت إسمي رفقة بعض الزملاء في سجل هذه البطولة، حجي مصطفى، سفري، كشلول، الخلج، وادو وبالخصوص نيبت مع طوطنهام الشهير· المنتخب: ماذا يمكن للاعب المحترف بأوروبا أن يقدمه لكرة القدم الوطنية؟ شيبو: أظن أن الإستفادة كبيرة منطلقها في إطار حضور تربصات المنتخب الوطني رفقة لاعبين محليين يعيشون الهواية وقتها، وبحكم المعايشة فإننا كمحترفين نمرر كل ما استفدنا منه في كنف الإحتراف وهذا مهم بالنسبة للاعب المحلي· من خلال الحوار نعلمهم أشياء لها طابعها الإداري والقانوني وقد يستفيدون هم من بعض الأخطاء في مسارنا التي إرتكبناها، هذا بالإضافة إلى السلوك الكروي في الحصص التدريبية والمقابلات، حيث يطغى العمل على الكلام وتوظيف النضج الثقافي كوسيلة للتواصل، كل هذا ورثناه نحن من احتكاكنا بنجوم لكرة القدم في العالم· المنتخب: والعودة النهائية، كيف تكون؟ شيبو: هناك وضعية اللاعب الذي يعود في إطار متابعة مشواره داخل البطولة الوطنية، وهنا تكون الإستفادة مزدوجة لا بالنسبة لإعطاء المثل في الإحتراف لعناصر هاوية أو في إطار دخول مجال التأطير مع سابق تكوين إبان الممارسة وفي كلتا الحالتين فإن دور المحترف العائد يصبح في اتجاه دعم الكرة الوطنية دون إعتماد الجانب المادي أساسا· المنتخب: تعتبر النموذج بحكم أنك عدت ثانية إلى الإحتراف الخليجي بطلب ملح وبحكم أنك حافظت على لياقتك ومستواك الكروي، ماذا اكتشفت في هذا الإحتراف الذي تركته ذات وقت؟ شيبو: أول شيء لمست أن الإحتراف القطري أصبح يهم الأجانب والمحليين بنفس المواصفات، وهو ما أعطى دفعة قوية للبطولة وعزز بشكل كبير مؤهلات المنتخب الوطني القطري، هذا لم يأت إعتباطا، بل تم التخطيط له بهيكلة قوية على مستوى البنيات التحتية وباقي مجالات التعامل مع الإحتراف بما في ذلك الجوانب القانونية والإدارية والتقنية والتعاملية، لنخلص إلى القول أن الإحتراف هو قضية هيكلة لإعداد الأرضية والإنطلاق من الجزء إلى الكل، ما كنت أعرفه هو أن القطري من طبعه متكاسل ولا يبالي بالرياضة بصورة إحترافية، فهي بالنسبة له هواية وترفيه، الجديد هو تشبع الجميع بالنمط الإحترافي في إطار المسؤولية، خاصة عندما تم الإحتكاك بنجوم من حجم الإسبانيين هييرو وغوارديولا وباتيستوتا الأرجنتيني، والفرنسي دوسايي، لذا أرى أن عودتي كان لها هدفان، الأول إعطاء المثل للناشئين في النادي والثاني إغناء التجربة الكروية على مستوى التباري· المنتخب: لنصل إلى بيت القصيد، حيث راج الحديث مؤخرا عن إعادة فتح ملف الإحتراف، كيف تقبلت هذا الجديد، وما هي أول خطوة يمكن إتخاذها كخارطة طريق لبلوغ هذا الهدف؟ شيبو: أولا يجب أن نعلم أن الإحتراف لا يأتي دفعة واحدة، بل بالإعداد له في إطار مخطط واضح المعالم قابل للتفاعل على مستوى إداري وقانوني وتجهيزي ومادي ومعنوي، وكذلك بوجود عقلية إحترافية تحذف الإرتجال من قاموس كرة القدم الوطنية، وكل هذا يتطلب الوقت والصبر، فهو عمل شمولي يلمس اللاعب كحلقة مهمة في السلسلة، وكل تقصير في جانب من الجوانب إلا وينعكس سلبا على المشروع· من الأشياء التي يجب أن ننساها كذلك قانون المنخرط الذي أصبح منجاوزا، وبالتالي يجب تفعيل قانون التربية البدنية والرياضة المعدل والمصادق عليه في مجلس حكومي وعرضه على مجلس النواب ليشكل جسر المرور للتنفيذ بدعم من الدولة والقطاعات الرسمية والخاصة والجهات المنتخبة· بالنسبة للرئاسة أعتبر أن الرئيس عنصر مهم في نجاح المشروع، لذا يجب أن تكون له مواصفات المهمة، أي معرفة عميقة بالميدان وقدرة على وضع إستراتيجية محكمة لجلب الدعم الذي يمكن من هيكلة الفريق وضمان إستقراريته ونجاحه على الساحة الرياضية وطنيا ودوليا وإفراز لاعبين لتدعيم المنتخب ومحترفين قابلين للتسويق· المنتخب: ويوسف شيبو أين يدخل في هذه التركيبة؟ شيبو: نحن كمحترفين سابقين جلنا ضمن مستقبله، والمفروض أن تستفيد كرة القدم الوطنية من تجربتنا على مختلف الأصعدة، وقد كنت سعيدا عندما دخل صديقي نورالدين نيبت تجربة المكتب الجامعي الجديد لأنها بداية ويجب أن تتواصل خاصة والكرة المغربية ومنتخبها يجتازان أصعب مرحلة في تاريخهما، وإذا اعتمد على القدماء لهذا الغرض فهذا شيء مستحق لأنهم من كرة القدم وإليها· هناك الزاكي وبودربالة وبصير و··· والجميع ينتظر الإشارة·· في الأخير أركز على رئيس الفريق، إذ أعتقد أن خير الكرة الوطنية منه وشرها منه· ما أتمناه أن يجد كلامي الآذان الصاغية وأن نتعبأ كلنا لمواجهة الظرفية الحالية، وأن نجعل من الإحتراف وسيلة لبلوغ أهداف كثيرة، أولهما حضور الأسود على الواجهة الدولية بما يسعد كافة المغاربة الذين يتنفسون حب الفريق الوطني من الرئتين· سيرته الذاتية الإسم الكامل: يوسف شيبو من مواليد: 10 ماي 1973 مركزه: وسط ميدان الصفة: لاعب محترف ودولي معتزل أول مباراة دولية: المغرب كرواتيا:2 2 (كأس الحسن الثاني دجنبر 1996) آخر مباراة دولية: المغرب مصر: 00 (كأس إفريقيا للأمم يناير 2009) عدد مبارياته الدولية: 48 عدد أهدافه دوليا: 4 - الأندية التي تعاقب عليها 1991 1995: النادي القنيطري 1995 1996: العربي القطري 1996 1997: الوكرة القطري 1997 1999: بورطو البرتغالي 1999 2003: كوفنتري الأنجليزي 2003 2005: السد القطري 2005 2006: الوكرة القطري·