أنا مرضي الوالدين عندما لعبت للوداد أعرف أنني في بداية الطريق رائع لو سرت في الطريق التي سار فيها نيبت الفوز على الطوغو خيارنا الوحيد وقادرون على ذلك هي خطوة قطعها عصام عدوة في طريق الألف ميل بدخوله رسميا عرين الحلم الإحترافي، لتصبح حياته لونا آخر، نبضا آخر وقمة أخرى·· نشأ الفتى وديعا بقلعة الوداد، كبر وكبرت معه أحلامه، شق الطريق بإباء وبشغف، إلى أن قدمته الوداد برجا دفاعيا جديدا يذكر بالكبار الذين أنجبتهم القلعة الحمراء، بالعمالقة الذين صدرتهم كرة القدم المغربية للعالمية·· بعد أن عرج عصام عدوة نحو الإحتراف الأوروبي ليبدأ قصة حلم وحكاية كفاح جديد مع نادي لانس الفرنسي، إستضافته "المنتخب" في حوار غير عادي، فقاست الحلم وحبست النبض وعثرت للبرج الأحمر على عنوان· المنتخب: دخلت مؤخرا عالم الإحتراف الأوروبي بتوقيعك رسميا لنادي لانس الفرنسي، إنها وثبة رائعة لك؟ عدوة: بالطبع، فكلنا يعلم قيمة أن يحترف أي لاعب ببطولة مثل البطولة الفرنسية وبفريق مثل فريق لانس، ولو أن الأمر يبدو للكثيرين على أنها خطوة لتحسين الحالة الإجتماعية، إلا أن الإستفادة هي من طبيعة فنية، كروية، وإنسانية·· الإحتراف هو نظام كروي وفكري وثقافي جديد، نستطيع أن نطور فيه ملكاتنا وإمكاناتنا، وما أهدف إليه هو أن أرتقي بأدائي الفردي والجماعي وأطور ملكاتي الفنية، وألعب في منظومة كروية أكثر تطورا تعود بالنفع علي، ومن خلالها أستطيع أن أخدم فريقي الوطني، لذا أشكر كل من سهل إنتقالي إلى فرنسا وبخاصة السيد أكرم رئيس نادي الوداد·· المنتخب: كنت مطلوبا للانس قبل هذا الوقت، وأجهضت محاولة انتقالك في بداية السنة، هل أحبطك ذلك؟ عدوة: أبدا لم يحبطني ذلك، ولم يشعرني باليأس، بل بالعكس حفزني على العمل أكثر، فقد أقنعت مسؤولي لانس في المرحلة الأولى في كافة النواحي، ما كان يعني أن ملكاتي الفنية تؤهلني لذلك، وعندما أيقنت أن إدارة الوداد عارضت شكل الإنتقال الأول من مبدإ أنها دافعت عن مصالح الوداد وأكثر منه عن مصالحي، حرصت على أن أواصل العمل والكفاح ونجحت في تقديم مباريات جيدة مع الوداد، وبرر ذلك دعوتي من قبل روجي لومير للإنضمام للفريق الوطني، ما كان يعني أن الطريق كان ممهدا للإنضمام إلى لانس·· المنتخب: هل كنت متأكدا من أن لانس سيستمر في مطاردتك؟ عدوة: أخبروني أنهم سيجددون إتصالاتهم مع نهاية الموسم، لأنهم بلغوا درجة متقدمة من الإقتناع، وكانوا حريصين على متابعتي عن قرب، ولحسن الحظ أننا خضنا مباريات كبيرة على مستوى دوري أبطال العرب وعلى مستوى البطولة الوطنية، وكنت موقنا أنهم حسموا في أمر ضمي لصفوفهم، بدليل أنهم بادروا مبكرا إلى فتح قنوات الإتصال· المنتخب: بعد أن خضعت مجددا للإختبارات الطبية الكلاسيكية، وبعد أن وقعت رسميا للانس، قلت أن سعادتك باللعب للانس تأتي من جماهيرية هذا النادي؟ عدوة: ذات وقت فاجأ نادي لانس كل الفرنسيين وهو يقدم كرة قدم جميلة ويحظى بمتابعة جماهيرية قياسية· هذه الجماهيرية هي ما تجعلني فعلا سعيدا باللعب للانس، ثم هناك السعادة بدخول الإحتراف الأوروبي من أوسع أبوابه، فانضمامي للانس يتزامن مع صعوده مجددا إلى القسم الأول للبطولة الفرنسية، هذا يعني أن المسؤولية ستكون مضاعفة، وأملي كبير في أن أندمج سريعا مع محيطي الكروي الجديد· المنتخب: الأمر يذكرنا بطريقة إحتراف نورالدين نيبت أوروبيا والتي بدأت بنادي نانط؟ عدوة: من من اللاعبين لا تغريه المسيرة الكروية الرائعة لنورالدين نيبت الذي بدأ من نانط الفرنسي ليتقلب بين كبار الأندية بالبرتغال، ضد إسبانيا وأنجلترا، ويصبح قائدا فذا للفريق الوطني، أنا أعرف أن السبيل لذلك هو العمل والإنضباط وتقدير المسؤولية التي تقع في العادة على كاهل اللاعب المحترف· لا أريد أن أستبق المراحل، فتفكيري اليوم منصب على فريق لانس، على بداياتي الإحترافية، فأنا لا أريد أن أخلف موعدي مع النجاح، مع الحلم، مع الإحتراف أوروبيا· المنتخب: وأيضا أن تتبث قدميك داخل الفريق الوطني؟ عدوة: بالطبع هذا ما أسعى إليه وما أعمل من أجله، الفريق الوطني برمزيته يمثل لنا حلما هو الآخر، وكل من يحمل القميص الوطني ويدخل مباراة دولية، يعرف أنه يدافع عن حلم وطن، عن تاريخ شعب، عن كبرياء ملايين الجماهير· المنتخب: لنأت للحديث الآن عن الفريق الوطني، عن التعادل بياوندي أمام الكاميرون؟ عدوة: لنقل أنه تعادل أعطانا أول نقطة في رحلة التصفيات، بعث الأمل من جديد ببلوغ كأس العالم بعد أن كانت الخسارة أمام الغابون بالدار البيضاء قد ضربت حظوظنا وأصابتنا جميعا بالإحباط، بل هناك من قال أن حظوظنا في الوصول لجنوب إفريقيا انعدمت·· بمعزل عن النتيجة، تماسك العناصر الوطنية، تلاحمها وروحها الوطنية، كل مؤشرات على وجود حالة من التعافي وهذا أمر مهم، فالفريق الوطني بتعادله في الكاميرون إستعاد الثقة بقدراته، وهذا شيء مهم للغاية·· المنتخب: مع أننا نتفق على أن الفريق الوطني كان بمقدوره تحقيق الفوز، قياسا بأداء المنتخب الكاميروني المتراجع؟ عدوة: كان كل تركيزنا على أن نأخذ من المباراة ما نستطيعه وأن نتفادى بكل قوانا الهزيمة لأنها ستأتي على ما بقي من آمال، بل إنها ستضرب بعنف ذاك التلاحم الذي كانت عليه العناصر الوطنية، وقد وجدنا أن الفريق الوطني يتحكم تدريجيا في المباراة، بل ويضبط إيقاعها، والعودة بنقطة التعادل إنجاز كبير، ولو أن الفوز كان سيكون إنجازا رائعا·· العناصر الوطنية طوت صفحة الكاميرون وبدأت تفكر في مباراة الطوغو لنحقق الفوز الذي لا بديل عنه لنزيد في تقوية حظوظنا·· المنتخب: وهل الأجواء الحالية تساعد على ذلك؟ عدوة: الأجواء أكثر من رائعة، اللاعبون واثقون من قدراتهم، وطبعا سنحقق بمساعدة جماهيرنا الوفية الفوز على الطوغو لأنه خيارنا الوحيد· المنتخب: إحساسك وأنت تغادر الوداد الذي قضيت به جزء من حياتك؟ عدوة: ماذا أقول لك؟! الوداد نادي عريق وكبير بمقوماته الكروية، إنه تاريخ حافل بالبطولات والألقاب المتعددة، وصراحة فلساني عاجز تمام العجز عن النطق بكلمة في شأن هذه المغادرة، فالوداد بالنسبة لي بمثابة الأم التي رضعت من حليبها، في ظل التربية الرياضية التي تربيت بين أحضانه، بداية بالصغار، الفتيان، مرورا بالشبان، وإنتهاء بالكبار، الوداد سيظل في القلب والذاكرة لأنه المستقبل بعينيه، حيث منحني الضوء الأخضر للإحتراف الأوروبي بلانس الفرنسي، البوابة التي بها سأسوي وضعيتي الإجتماعية· المنتخب: عشت موسما استثنائيا بين الرسمية والإحتياط؟ عدوة: الحياة قسمة ونصيب، ذلك أن موسمي الكروي لهذه السنة واكبت فيه كل المستجدات الودادية، بعدما إلتزمت بالإنضباط في التداريب، كما سطرت على برنامج غذائي أفيد، وتنظيم وقتي حفاظا على لياقتي البدنية·· مشوار بطولة هذا الموسم عشته بين المد والجزر، ما يعني باللغة الكروية بين الرسمية ودكة الإحتياط، مع العلم أني لا أتدخل في عمل للمدرب الزاكي، الأجدر باتخاذ القرارات والذي يعرف كل شيء عن خططه الناجحة، وكان لهذه الخاصية الأثر الكبير لاحترافي بنادي لانس· المنتخب: الوداد يعيش أزمة مدافعين، وأنت راحل إلى عالم الإحتراف؟ عدوة: الوداد فريق معطاء يتجدد باستمرار، ذلك أن خزاناته لا تنضب وتتوالد باستمرار، وتلك سنة الحياة الرياضية، فخلال الأجيال الكروية لعب بالوداد العديد من المدافعين المرموقين أمثال العربي أحرضان، الزغراري، مجاهيد، فاضل، الكانة، نيبت والقائمة طويلة، ورحيلي عن الوداد لا يشكل أزمة فالخلف موجود والحمد لله، وعصام عدوة من حقه البحث عن الأفضل لتأمين مستقبله وتحسين وضعيته الإجتماعية كما أسلفت، وخلاصة القول فالأندية الكبيرة تعيش على الإستمرار التوالدي المسترسل للجواهر اللامعة الشابة القادرة على القيام بتعويض السلف· المنتخب: كيف تجسد مغادرتك للوداد بذكرياته الرياضية الفنية؟ عدوة: سبق أن حدثتك في هذا الشأن، حيث أن نادي الوداد البيضاوي يعتبر الكل في الكل، إلى درجة تحجرت الدموع في مقلتي وبقيت مشدوها بعيون حادقة، أسترجع كل الذكريات الحمراء بقلعة بن جلون، ولقاءات البطولة الوطنية، والرحلات السندبادية، والمباريات الإفريقية والعربية، وخلاصة القول لن أنسى ما حييت الجميل الودادي على عصام عدوة الإنسان، الذي يعد الحمراء برد الدين وبحفظ المعروف· المنتخب: هل ستنهي مشوارك الإحترافي بعد ضمان مستقبلك بالعودة إلى الوداد؟ عدوة: الآن سأنتقل إلى العالم الجديد لكرة تنبض بالإحتراف على كل الوجهات، وسأعيش أشياء جديدة على عالمي الهاوي، وكل ما أتمناه التوفيق في مساري حتى أكون عند حسن ظن كل الوداديين، وأوتسم كل الخير في هذا الإحتراف الذي سأضمن بواسطته مستقبلي ومستقبل عائلتي، لأختم مشواري بالعودة إلى الحضن الأصلي بالوداد البيضاوي، ورغم احترافي فالوداد حروفه منقوشة بمداد من ذهب في القلب· المنتخب: لو فزت بكأس العرب لكانت فرحتك كبيرة؟ عدوة: الكلام في هذا الشأن يحتاج لساعات لشرح ظروف كرة القدم المغربية، التي تواجه نظيرتها التونسية، ذلك أن عدة عوامل تتحكم في هذه المواجهات المغاربية، لأنه من غير المعقول أن نفرط في نهايتين مع أندية تونسية وجزائرية، وفاق سطيف والترجي التونسي، ذلك أن ضياع اللقبين جاء بطرق لا تمت للكرة بصلة، ساهم فيها كل المتدخلين في كرة القدم، دون احترام صلة الجوار المغاربي العربي، بالإكراهات السلبية أبرزها التحكيم المتحيز للطرف المحلي، مع الإشارة أن منتوجنا الكروي كان الأفضل، ومما زاد في الطين بلة ضياع اللقب المحلي نتيجة الإرهاق البدني والنفسي، ليبقى الأمل الوحيد لإنقاذ الموسم هو الفوز بكأس العرش· المنتخب: لاعبك المميز وفريقك المفضل؟ عدوة: عدت بذاكرتي إلى أيام الصبا، عندما كنت أداعب الكرة لأتعلم أبجدياتها، كنت كأقراني نتباهى بأسماء اللاعبين وألقاب الفرق، إلى أن شاء الله إلتحاقي بالوداد الذي شربت من حليبه حب حمراء البيضاء، لذا فالوداد بمثابة القلب النابض لعصام عدوة، الذي سيسير على خطى عميد المدافعين، نورالدين نيبت لأختم قولي بجملة: >أنا مرضي الوالدين لما لعبت للوداد<· المنتخب: ماذا إستفدت من الوداد؟ عدوة: الوداد مدرستي الأولى، التي تعلمت فيها أبجديات كرة القدم ومبادئها بمروري بكل الفئات، إلى أن أصبحت إمكانياتي وازنة، حيث كسبت رسميتي ضمن الفريق الأول، الذي قضيت معه لحظات رائعة، إذ استفدت طوال هذه المرحلة من أشياء كثيرة أهمها محبة الناس ورضى المسؤولين وعطف الجمهور، ذلك أن هذه الخصال تعد نعمة من الله سبحانه وتعالى، وستظل هذه المستحسنات الروحية في ذاكرتي ما حييت وبدون تغيير لطبائعي المجبولة على حب الناس والتعاطف مع الجميع· المنتخب: كلمة ختامية؟ عدوة: أشكر المكتب المسير لنادي الوداد ومدربه بادو الزاكي اللذين فتحا لي باب الإحتراف والمنتخب، وعبر هذا المنبر الرياضي، أوجه ندائي إلى جمهور فريميجة لمساندة الفريق كالمعتاد، ودعمه في جميع المواجهات المحلية القارية العربية، ومساندة العناصر الشابة لضمان الرسمية داخل مجموعة الوداد البيضاوي، وديما ديما حمراء· بطاقة نجم الإسم الكامل: عصام عدوة· تاريخ الإزدياد: 12 شتنبر 1986 بالبيضاء المستوى الثقافي: البكالوريا· الطول: 88،1 متر· الوزن: 78 كلغ· الحذاء: رقم 44· الفريق الحالي: الوداد - مشواره مع الوداد موسم 20062007: 15 مباراة موسم 20072008: 25 مباراة 20082009: 11 مباراة - إنجازاته وصيف بطل دوري أبطال العرب مرتين (20082009)· الهواية: الإستماع إلى شرائط القرآن الكريم· المسار الرياضي: لاعب دولي أولمبي والكبار· اللاعب المفضلك نورالدين نيبت· أحسن جمهور: الوداد وطنيا وعالميا· الأكلة المفضلة: الأسماك الطازجة·