كما كان متوقعا خرج المنتخب الوطني للشبان خاوي الوفاض من بطولة إفريقيا للأمم التي تحتضنها بوركينافاصو، بعد أن تعادل في مباراة واحدة وخسر مبارتين، وإذا كانت الهزيمة أمام الكوت ديفوار، قد وجدت مبررها في أخطاء الحكم وتحيزه السافر، فإن نتيجة مباراة مصر فضحت المستور، وأعطت الدليل القاطع أن مرض كرة القدم استفحل، وأصبح من الصعب علاجه بالمسكنات. قبل بداية المنافسات الإفريقية أكدنا أن ظروف تهييء المنتخب الوطني اتسمت بالفوضى والارتجال، وأن الحضور المغربي ببوركينافاصو سيكون كارثة حقيقية، وبعد المباراة الأولى ضد غانا وقفنا على المستوى الهزيل للاعبين، وغياب الروح القتالية لديهم، وفي المباراة الثانية تواصل الإخفاق، لتكون المباراة الثالثة ضد أطفال الفراعنة القشة التي قصمت ظهر البعير، بل إن أربعة أهداف لصفر جعلت الصورة تتضح بشكل جلي، وحتى أولئك الذي تعودوا على إيجاد المبررات عقب كل نكسة لم يعد لهم ما يقدمونه للجمهور المغربي، الذي فقد كل ثقته في أولئك المسؤولين الذين أوصلوا كرة القدم المغربية إلى الحضيض. والمؤكد أن نتيجة بوركينافاصو ليست سوى استمرارا لنكسة مالي والقرارات المرتجلة التي أعقبتها، كما أن غياب الأفق والرؤية لدى أصحاب القرار الرياضي ساهم في هذا الوضع الكارثي، وكم سيكون مؤسفا لو كررنا السيناريو نفسه ما بعد مالي، أي أن نضحي بفتحي جمال وشخص أو شخصين، ثم نواصل السفر بالقطار نفسه والسائق نفسه، لأننا مقتنعون تماما بكون مشكلة كرة القدم المغربية لا تقتصر فقط على المدرب والمدير التقني كما يحاول إيهامنا المتحكمون في جامعة الكرة، ولكن الإشكال الحقيقي يتجلى في: أ وجود الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب. ب غياب أي شكل من أشكال الحوار والنقاش والتواصل، فالقرارات تؤخد بشكل أحادي. ج تفكك أجهزة المؤسسة الجامعية، وصعوبة خلق قنوات الاتصال بين جميع الأطراف. د التركيز على أزمة الفريق الأول، ونسيان القاعدة التي تشكل الأساس لنهضة أي مجال كيفما كان. ف اعتماد أسلوب الزبونية والمحسوبية في اختيار الأطر التقنية، وتدخل أطراف بعيدة كل البعد عن المجال في هذه الاختيارات. س عدم التعامل مع أزمة كرة القدم بأسلوب يتماشى والتطور الحاصل في ميدان كرة القدم، والاقتصار على الحلول الترقيعية. ش تغييب الخبراء من ذوي الكفاءة والتجربة والاقتصار على فئة معروفة (...) إن الهزيمة أمام أطفال الفراعنة، زكت واقعا مهزوزا أفرزته ممارسات هجينة وقرارات غير مسؤولة أهمها إلغاء بطولة الشبان، مما أدى إلى ضياع مجموعة من المواهب الشابة، والتي لم تجد الفضاء الطبيعي للنمو، وبالتالي تطوير إمكانياتها، لذلك وحتى لا تتكرر المآسي بالجامعة وتتكرر أخطاء الماضي، فإننا نحذر من اتخاذ قرارات متسرعة لن تزيد سوى في تعقيد المشكل، واليوم أصبح من الضروري التفكير في تنظيم مناظرة وطنية لتشريح الجسد الكروي والخروج بحلول عاجلة قبل أن يزداد الوضع تفاقما، وربما يقتنع المسؤولون أن استمرار تحكم مؤسسة العسكر في دواليب الجامعة خطأ لابد من التراجع عنه. للإشارة فقط إن منتخب الفتيان مني بهزيمة قاسية أمام نظيره السينغالي في المباراة التي جمعتهما بمدينة الخميسات بحصة ثلاثة لصفر، لتكون حصيلة جميع المنتخبات الوطنية كارثية وهزيلة، وإلى أن يستفيق منظرو كرة القدم المغربية من سباتهم العميق، لا يسعنا إلا أن نضع أيادينا على قلوبنا وندعو الله عز وجل أن يلطف بنا وبكرتنا. محمد والي