أخيرا وبعد دورات عجاف وصيام عن التهديف دام 450 دقيقة جاء الفرج وابتسم الحظ لفريق الجيش الملكي وتذوق حلاوة أول فوز له بهدية فتحية من عزيز الكراوي في ديربي رباطي مائة بالمائة جمعه بالفتح الرباطي مساء أول أمس الأحد على أرضية مجمع الأمير مولاي عبد الله لحساب الدورة الخامسة من الدوري المحلي. العسكريون دخلوا اللقاء بهدف واحد هو كسب نقاطه الثلاث وطرد نحس البداية المتعثرة في حين كان سعي الفتحيين حثيثا من أجل الانعتاق من دوامة النتائج السلبية التي بات يحصدها منذ انطلاق بطولة هذا الموسم. بداية المباراة التي قادها الحكم حميد باعمراني من عصبة الغرب بيد من حديد لم تعرف مستوى تقني جيد حيث تمركزت الكرة في وسط الميدان بدون المغامرة في بناء العمليات الهجومية من هذا الفريق أو ذاك مخافة السقوط في فخ الأخطاء القاتلة بالمقابل كان التهديد يأتي عن طريق الضربات الثابتة والزوايا بواسطة أصحاب الاختصاص عبد الرزاق المناصفي من جانب الجيش والمدفعجي بنشريفة من الفتح ما أفقد المباراة طابع الفرجة، وانتظر الجمهور الحاضر على قلته إلى حدود الدقيقة 22 حيث انتفض اللاعبون بعد أن اتضحت النوايا الهجومية لتكسير الرتابة والضعف التقني بين الفريقين وكانت ضربة خطأ الفتح على مشارف منطقة جزاء العسكريين التي نفذها بنشريفة أن تأتي بالهدف لولا التدخل الناجح لحارس الجيش العسكري، مباشرة بعد ذلك يحصل الفريق الضيف على ضربة خطأ مباشرة انبرى لها المناصفي وحولها الحارس فوهامي للزاوية، ومن هنا انتعش خط هجوم الجيش الذي رفع من الإيقاع بحثا عن هدف السبق إلا أن جل محاولاته كانت تصطدم بدفاع فتحي مستميت، وفي الدقيقة 27 كاد وادوش أن يفعلها لكن ضربته الرأسية مرت فوق العاضرة. وظلت الخطورة عن طريق الضربات الثابتة والزوايا هي السمة الطاغية على أطوار هذا الشوط. نقطة التحول كانت في الدقيقة 36 وعلى إثر ضربة خطأ كلف بتنفيذها صاحب الاختصاص المناصفي وعن طريق الخطأ الكراوي وبرأسية أراد إبعاد الكرة لكنها استقرت في شباك خالد فوهامي معلنة عن الهدف الأول لصالح الفريق الزائر. بعد ذلك تحركت الآلة الهجومية للفتح في محاولة منه لتعديل الكفة من خلال حملة منسقة قادها اللاعب يوسوفو إلا أن المدافع العسكري عمر بن ادريس أبى إلا أن يسقطه مما اضطر الحكم إلى إشهار الورقة الحمراء في وجهه ليكمل الضيوف المباراة بعشرة لاعبين وينتهي هذا الشوط بتقدم عسكري. مع بداية الجولة الثانية اندفع خط هجوم الفريق الفتحي وناور من كل الجهات بحثا عن إدراك التعادل بواسطة كل من يوسوفو وجمال التريكي والشطبي وخلقوا عدة فرص سانحة للتسجيل وكانوا الأقرب لشباك خالد العسكري في أكثر من مناسبة لكن غياب الفعالية الهجومية ونقص التجربة لدى بعض اللاعبين حال دون ذلك كما أن تسديدات بنشريفة لم تأت بالجديد لاتسامها بالضعف وعدم التركيز. ومع مرور الدقائق فرض الفتح سيطرة شبه مطلقة على جل أطوار المباراة مستغلا النقص الذي عانى منه الجيش لكن محاولاته لم تستثمر بشكل جيد في حين عمد الضيوف على الركون الى الخلف والاعتماد على المرتدات الهجومية كان يتصدى لها الحارس خالد فوهامي. وضد مجرى اللعب وإثر حملة منسقة للجيش المناصفي ينسل من الجهة اليمنى ويتم إسقاطه من طرف المدافع عبد الفتاح بوخريص الحكم لم يتوان في إخراج البطاقة الحمراء في وجه اللاعب الفتحي (د71) لتتأزم بذلك وضعية الوافد الجديد على قسم الصفوة رغم جهوده الكبيرة في آخر أنفاس اللقاء للوصول الى مرمى العسكريين ليسدل الستار على هذا الديربي بفوز الجيش بهدف واحد دون رد فوز سيشكل بلاشك منعطفا لفريق ظل يعاني منذ بداية البطولة. وماميز المباراة اللوحة الإلكترونية التي زين بها المركب الرياضي مولاي عبد الله ولا أروع لانجدها إلا في الملاعب العالمية حيث تم تجهيزها من طرف شركة بإشراف من رئيس الجامعة، كما لوحظ تواجد الناخب الوطني الأسبق عمر تروسيي الذي كان برفقة بعض أعضاء الفتح بوجود كريم عالم العضو الجامعي والمكلف بالعلاقات العامة الذي تربطه به علاقة صداقة وقد تخللت هذه الجلسة محادثات بين الطرفين ذهبت بعض المصادر الى القول أن عالم يهيء تروسيي للدفع به للإشراف على الإدارة التقنية للأسود في المقابل تفاجأ الجمهور لوجود لافتة يطالب من خلالها الجمهور الرباطي بإبعاد حسن مومن عن الشأن الرياضي الوطني والفتح الرياضي. مباشرة بعد نهاية المباراة ظهرت علامات الفرحة بادية على محيا والترماوس مدرب فريق الجيش الملكي بإحراز فريقه لأول فوز له بعد بداية متعثرة وقال ل »العلم« أولا أشكر الجمهور العسكري الذي خصنا بدعمه ومساندته منذ بداية المباراة حتى آخر أنفاسها وكان له دور كبير في هذا الانتصار الثمين الذي حرر اللاعبين من الضغط الذي لازمهم وبالمناسبة، أهنئ جميع العناصر العسكرية على المجهودات التي بذلتها داخل رقعة الملعب ، وأظهرت عن تفاهم كبير فيما بينها، كما أن هذا الفوز بلاشك سيرفع من معنوياتنا لخوض المباريات القادمة بنفس جديد، المهم تجاوزنا اخفاقات البداية ونعد الجمهور أننا سنكون في الموعد. ومن جهته فقد تأسف الحسين عموتة مدرب الفتح كثيرا لهزيمة فريقه مؤكدا ل »العلم« أظن أننا لعبنا مباراة جيدة خصوصا في شوطها الثاني بدليل أننا خلقنا مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل وكنا الأقرب لشباك الخصم إلا أن غياب الفعالية الهجومية ونقص التجربة لدى بعض اللاعبين، حال دون ذلك . طبعا كرة القدم هذه هي قواعدها ما يعني أن عملا كبيرا مازال ينتظرنا، كما أن طرد اللاعب بوخريص زاد من متاعبنا وأثر بشكل سلبي على أداء جميع العناصر، وكما تتابعون ليس لدينا هدافين من الحجم الكبير كل من هنالك لاعبون يجب الإيمان بقدراتهم ولابد من الاشتغال معهم حتى يتحسن الأداء.