افتتح العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز ليلة الاربعاء الماضي بمدينة جدة، جامعة جديدة كلف إنشاؤها مليارات الدولارات ومنحت أحدث المعدات التكنولوجية، كما يفترض ان تساهم في قلب القواعد الاجتماعية الكلاسيكية بشبه الجزيرة العربية كلها. وهي بذلك خطوة علمية وحضارية هائلة من المفترض أن يكون لها ما بعدها، في المستقبل المنظور. وستعمل «جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية» (كاوست) رسميا على حفظ مكان للسعودية بين صفوف البلدان الاكثر اهتماما بالابحاث والدراسات العلمية الدقيقة. وينتظر أن تخطو الرياض بذلك، بشكل كامل الى القرن الحادي والعشرين، بهدف الحد من الضوابط المفروضة على المرأة في الحياة العامة خصوصا بسبب النفوذ الكبير لبعض التفاسير الدينية. وحين أعلن العاهل السعودي أن لا تعارض بين العلم والإسلام، فإنه كان واعيا بما يقول. ففي غضون ثلاث سنوات، أنشأ السعوديون مباني متطورة جدا لتشكل حرم الجامعة على مساحة 36 كيلومترا مربعا، على بعد ثمانين كيلومترا شمال مدينة جدة على البحر الاحمر. كما أدخلوا إلى الصرح الجديد مئات العلماء والطلاب من مختلف أنحاء العالم. علما أنه سبق لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ان اطلقت برامج مشتركة للابحاث مع مؤسسات عريقة مثل جامعة سنغافورة الوطنية والمعهد الفرنسي للنفط وجامعتي كامبريدج البريطانية وستانفورد الاميركية. كما انشأت الجامعة وحدات للابحاث خاصة بها وذلك في مجالات تكنولوجيا النانو والرياضيات التطبيقية والطاقة الشمسية وعلم الجينات. وقال رئيس الجامعة السنغافوري شون فونغ شيه لوكالة فرانس برس «قبل سنتين، لم يكن هنا إلا الرمال والبحر، واليوم لدينا واحدة من افضل البنى التحتية للابحاث في العالم». وتعطى الدروس في الجامعة باللغة الانكليزية. وقد انطلقت في أول شتنبر ب 71 أستاذا و374 طالبا يشكل السعوديون بينهم نسبة 15 % بينما يأتي الباقون من ستين بلدا. واستعان السعوديون بعلماء واكاديميون رفيعي المستوى لاسيما من الولاياتالمتحدة لاطلاق عملية توظيف الاساتذة وقبول الطلاب. ورئيس الجامعة السنغافوري نفسه مثال لهذه المقاربة، ففي السابق نجح هذا الباحث في مجال الهندسة في تحويل جامعة سنغافورة الوطنية الى مركز مرموق للبحث. الا ان نجاح الجامعة السعودية يعتمد كثيرا على قدرتها على فرض نفسها مركزا عالميا للابحاث وعلى نشر نتائج ابحاثها، وذلك بحسب ادوارد ديريك المسؤول في المؤسسة الاميركية لتقدم العلوم. فيما أكد فواز علبي لوكالة الأنباء رويتر، وهو استاذ الهندسة المقيم في الولاياتالمتحدة والذي تم استقدامه لاطلاق جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، أن المال عامل مهم جدا لنجاح الابحاث. مضيفا أن الامكانات لا تنقص في السعودية باعتبارها أغنى بلد للنفط في العالم.