أقال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رجل دين بارزا انتقد علنا مشروعا لجامعة مختلطة أعلنت السعودية عن افتتاحها في نهاية شتنبر الماضي. "" وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن العاهل السعودي أعفى في "مرسوم ملكي الشيخ سعد الشثري من مهام عمله كعضو في هيئة كبار العلماء والعضو المتفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى المتفرعة من الهيئة،" دون أن تذكر الأسباب. وكان الشثري (الصورة)طالب بمراجعة "المنهج الدراسي من قبل رجال الدين، في جامعة الملك عبد الله الجديدة للعلوم والتكنولوجيا لمنع الأيديولوجيات الغريبة." كما انتقد كون الجامعة مختلطة، ونقلت صحيفة "الوطن" عنه قوله الأسبوع الماضي إن "التوصية هي إقامة لجان شرعية في هذه الجامعة لمراقبة هذه الدراسات والنظر فيما يخالف الشريعة الإسلامية." غير أن الشثري بعث برسالة إلى الصحيفة ذاتها، فيما بدا أنه تراجع عن تلك التصريحات، معبرا عن إيمانه "بعظم دور هذه الجامعة وعظم الأهداف التي أنشئت من أجلها وأنها من أكبر ما نؤمل من الأسباب في رقي الأمة المسلمة وعودتها لتكون مصدرا للعلم والثقافة." وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان، قالت إن افتتاح الجامعة سيشكل "اختباراً حقيقياً" لمدى استعداد البلاد التي تتسم بتطبيق معايير دينية واجتماعية محافظة، لتوسيع الحريات التعليمية وتعزيز حقوق المرأة. وقال دو ستورك، نائب مدير المنظمة في الشرق الأوسط، إنه مع افتتاح الجامعة، يبقى السؤال الأساسي هو، هل ستكون المنشأة الجديدة "جزيرة من الحرية وسط محيط من الكبت؟ وهل سيكون بإمكانها المساعدة على نشر الحرية في أجزاء أخرى من السعودية؟" وذكرت المنظمة أن الجامعة تعهدت على موقعها الإلكتروني بحماية المعايير الأكاديمية، مضيفة أن ذلك سيجري في السعودية التي تفرض الكثير من القيود على النساء فيها، لجهة طلب وجود ولي أمر لهن، والحصول على موافقته في كافة الأمور. وقد اجتذبت الجامعة أكثر من 70 أستاذا من الخارج، ومن المتوقع أن يتنقل العاملون فيها بسيارات كهربائية، وتبلغ مساحة حرم الجامعة نحو 57 كيلومترا مربعا، وهي تقع على بعد 80 كيلومترا شمالي جدة.