غيب الموت اليوم الاثنين، الشيخ السعودي عبدالله بن جبرين، العضو السابق في هيئة كبار العلماء في الساعة الثانية والربع من مساء اليوم الاثنين، وكان ابن جبرين قد أجريت له عملية قلب مفتوح في الرياض وانتقل بعدها إلى ألمانيا، قبل أن يعود إلى الرياض الشهر الماضي. "" الشيخ الذي قضى عامه الأخيرمريضاً إثر مرض عضال عانَى منه في الفترة الأخيرة، وتنقّل في علاجه بين الرياضوألمانيا، رغم الأنباء التي ظهرت في وقت سابق وتحدثت عن إستقرار حالة الشيخ الصحية، لكن الساعات الأخيرة شهدت إنتكاسة صحية أدت إلى وفاة بن جبرين. ويعتبر الشيخ ابن جبرين أحد كبار علماء الدين البارزين في السعودية، وخطبه كانت تتلقفها وسائل الإعلام ومنها القنوات التلفزيونية والصحافة لإبرازها والحديث عنها، وعرف عنه خوضه للمعارك دفاعا عن الأمة الإسلامية وأهل السنة، وفتاويه التي اعتبرها البعض متشددة، خاصة تلك التي هاجم فيها الشيعة، ودعا لنصرة أهل السنة في العراق مما وصفه بالهجمة الشرسة التي يتعرضون لها على أيدي الميليشيات الموالية لإيران. وكان الشيخ من الشخصيات الدينية التي استبعدت عن عضوية هيئة كبار العلماء (1992)؛ بسبب مواقفه الجريئة في تأييد مذكرة النصيحة التي قدمها عدد من العلماء والإصلاحيين للعاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بشأن عملية الإصلاح والحقوق التي دعت إليها المذكرة. وكان ابن جبرين أحد أبرز العلماء الذين دعوا إلى نصرة غزة، وانتقد مَن تخاذل عنها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، وكانت آخر مواقفه إصداره بيانا مع 54 عالما سعوديا آخرين في اختتام مؤتمر الفتوى وضوابطها في يناير الماضي، تضمن تحريم أي مبادرة سلام تقول بحق اليهود في أرض فلسطين، أو تنص على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وولد الشيخ عبد الله بن جبرين ولد ابن جبرين سنة 1352ه، (1933م) في إحدى قرى "القويعية" وسط المملكة، وبدأ تعلم العلوم الشرعية منذ صغره؛ حيث أتقن تلاوة القرآن وحفظه في سن مبكرة، وكان لوالده الأثر الأكبر في إقباله على النهل من علوم الشريعة، والاغتراف من بحورها. ودرس الشيخ علوم الحديث، وعلم التوحيد، والفقه الحنبلي، وغيرها من علوم العربية والشريعة على شيخه الثاني بعد أبيه الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب، ثم انتقل معه إلى الرياض فنال شهادة الثانوية ومعهد القضاء العالي، ثم الماجستير والدكتوراه من كلية الشريعة بالرياض. ومن شيوخه الذين أخذ منهم العلم: الشيخ صالح بن مطلق، والشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وغيرهما. عُين ابن جبرين مدرسا في معهد إمام الدعوة عام 1381ه (1961م)، ودرس الكثير من المواد بالمعهد كالحديث، والفقه، والتوحيد، والتفسير، والمصطلح، والنحو، والتاريخ، ثم انتقل في عام 1395ه (1975م) إلى كلية الشريعة بالرياض وتولى تدريس التوحيد للسنة الأولى. وفي عام 1402ه (1981م) انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد باسم عضو الإفتاء، وتولى مسئولية الرد على الفتاوى الشفهية والهاتفية.