ما أن تطأ قدمك المحطة الطرقية اولاد زيان حتى تعترض طريقك مجموعة من «الكورتية» وهم يصرخون بأصوات عالية: «فين غادي بالسلامة مراكش، فاس، الرباط، أكادير، الجديدة..؟» في هذا الوقت تعاني الشبابيك المخصصة لبيع التذاكر من فراغ ملحوظ. بعض هؤلاء «الكورتية» لا يتردد في مضايقة المسافرين بأساليب غير لائقة و«إرغامهم » على أخذ التذاكر منهم ، خاصة النساء وكبار السن ، حيث يصحبونهم من باب المحطة الى الحافلة مباشرة مدعين أن الحافلة ستنطلق فورا دون الحاجة الى الانتظار، مما يخلق تصادمات ومواجهات كلامية بين بعض «الكورتية» والمسافرين الذين لايسلم العديد منهم من السقوط في «حبال» النصب والاحتيال جراء إغرائهم بالأثمان المنخفضة التي تعرض عليهم متجاهلين اللافتة التي تحذرهم من أخذ التذاكر غير المرخص لها، على عكس البعض الذين يصرون على أخذ تذاكرهم من الشبابيك بالرغم من الارتفاع الذي تشهده الأسعار ، والذي يصل، حسب البعض إلى 5 دراهم و 20 درهما في كل تذكرة، خلال المناسبات كالأعياد والعطل المدرسية، وذلك تفاديا لأي مشكل أو طارئ بعد أن يلج المرء إلى داخل المحطة يلحظ بعض المسافرين المرهقين من كثرة الانتظار نائمين في قاعات الانتظار في حين فضل بعضهم تصفح بعض الجرائد. هذا دون إغفال ماتعج به «المرافق السفلية» من حركة كما هو الحال في صالة الانترنت أو صالة الألعاب «البيار» أوالمقاهي... غير بعيدعن هذه «المرافق» هناك رائحة كريهة تنبعث من المراحيض مؤشرة على أكثر من دلالة! دون نسيان اللصوص المتفرقين في كل مكان والمتتبعين لكل حركات المسافرين بحثا عن ضحية يسلبون منه ما تيسر لهم بشتى الوسائل، ثم المتشردين الذين يصولون ويجولون متخذين من المحطة «مقرا» دائما لهم دون أن يمنعهم حضور الحراس بين الفينة والأخرى... ولا تنتهي مشاكل محطة أولاد زيان ، التي تعرف ازدحاما خلال أيام العيد ، عند هذا الحد ، بل تحكي بعض المسافرات أنهن سبق أن تعرضن لتحرش لفظي من قبل بعض الكورتيات وغيرهم ، سواء في شهر رمضان أو باقي شهور السنة ، إلى جانب انتشار الكلام المنحط والألفاظ البذيئة التي تؤثث المكان خصوصا أثناء نشوب شجار ما. هذا وتبقى الخطوة الإيجابية ، حسب بعض الشهادات، التي عرفتها المحطة هي قرارمنع مرور العربات أو الدراجات النارية المخصصة لنقل البضائع والسلع الى داخل المكان المخصص لوقوف الحافلات دون أخذ تذكرة مسبقة قيمتها 4 دراهم، وذلك للحد من العشوائية والفوضى العارمة التي كانت سائدة. «فحبذا، يقول بعض المسافرين، لو حظيت كافة أرجاء هذه المحطة بخطوات وتدابير مماثلة، لجعلها في منأى عن أي فوضى غالبا ما يسببها دخول المتطفلين والغرباء، وذلك حفاظا على سلامة وأمن المسافرين القادمين من مدن وجهات مختلفة . ( صحافيتان متدربتان )