تشهد مختلف محطات النقل الطرقي بالمغرب وبشكل خاص في المدن الكبرى حاليا إقبالا كبيرا لحجز التذاكر لتفادي الازدحام وضمان السفر قبيل حلول عيد الأضحى بأيام. المثير للاستغراب عند زيارتك للمحطة تفاجأ بعدد كبير من الوسطاء وهم يعرضون التذاكر للبيع بأسعار خيالية ولا مجال لمراجعة السعر فالطلب مرتفع وهناك من هو مستعد للدفع فالمهم عنده هو الوصول لدرجة أن فرحة الحصول على مقعد في الحافلة لا تضاهيها فرحة وترى دلك باديا على محياهم.من يتحمل كل هذه الفوضى واستغلال فترة العيد لمضاعفة أسعار التذاكر؟ من المسؤول عن حماية المواطنين من قناصي الفرص ممن لديهم حقوق امتياز استغلال حافلات النقل بين المدن؟ لمن يلتجأ المواطن الذي يجد نفسه مجبرا على أداء سعر الرحلة الى بلدته مضاعفا ولا خيار له إلا الاذغان و إلا لن يتمكن من المغادرة. فأن يصرح مدير محطة النقل الطرقية أولاد زيان بمدينة الدارالبيضاء أن الوسطاء (الكورتية) يساهمون في كثير من الحالات في خلق المشاكل للمسافرين، وأن الظاهرة ما تزال موجودة في غياب حل جذري لها، و أن ممثلو شركات النقل بالمحطة يلجأون لغلق شبابيك محلاتهم وتسليم التذاكر للوسطاء لبيعها بالخارج بعيدا عن عين المراقبين فدلك يدعو للاستغراب فعلا، فالتذاكر تباع أمام الملأ في ممرات المحطة والطرقات وأمام أعين رجال الأمن والمراقبين وتحت أنظار ادارته ولا أحد يتخل لحماية المسافرين فمادا يقصد السيد المدير بكلمة بعيدا عن المراقبين ؟ وماهو مفهوم البعد ومعياره عنده؟ لن نتحدث عن التجاوزات المسجلة خلال الرحلات ولا عن الحالة الميكانيكية والهيكلية التي توجد عليها مجموعة من الحافلات خاصة تلك المتوجهة إلى مدن الهوامش والتي تحول الرحلة ليس إلى قطعة من عذاب بل إلى العذاب نفسه حيث يقضي المسافر أحيانا 24 ساعة في حافلة تفتقد إلى شروط السلامة وإلى التهوية ولكم أن تتصوروا حجم المعاناة خاصة إذا ماتم استغلال الظروف وتمت الزيادة في عدد الركاب من خلال ملئ الممر الوحيد وسط الحافلة، لكم أن تتصوروا ذلك.. كل هذا يتم أمام أعين المراقبين ولاممن يحرك ساكنا اللهم بعض الخرجات الفولكلورية لذر الرماد في العيون. إنهم يتقنون لعبة الأيام الاستثنائية، إنهم يمارسون لعبة التذاكر الطائرة إنهم الكوارتية والسماسرة الدين يتجولون بطواق الإخفاء بين ممرات المحطات الطرقية بحيث لا يراهم المراقبون ولا رجال الأمن بل يتكشفون فقط للمواطنين البسطاء المتلهفين لقضاء أيم العيد مع ذويهم، ف 1493 رخصة استثنائية جديدة لتمكين المسافرين التنقل إلى وجهاتهم خلال عطلة العيد لن تنزع طواقي الإخفاء عن هؤلاء.