لم يخف مجموعة من رجال البحر بميناء الدارالبيضاء، تخوفهم على سلامة البحارة والمراكب خلال موسم الشتاء المقبل، والتي توحي أحوال الطقس بأن هيجان البحر هذه السنة سيتهددهم في ظل غياب وسائل الإنقاذ والإغاثة وجر السفن. فقد أفادت مصادر من قطاع الصيد البحري أن مؤسسة «إنقاذ الأرواح البشرية» في البحر، والتي تأسست سنة 2001 والموكول لها مهمة الإنقاذ، تعيش حالة جمود حقيقية، وأن تدخلاتها تبقى جد محدودة بالمقارنة مع ما يجب أن تقوم به في حالة تعرض المراكب وقوارب الصيد للأعطاب وسط البحر، أو في حالة العواصف البحرية. ذات المصادر أفادتنا أن سنة 2008 عرفت فقدان 35 بحارا في 405 حوادث بحرية خطيرة، وأن المياه الإقليمية المغربية عرفت خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية وقوع 267 حادثة، أدت الى مصرع 25 عاملا في الصيد الساحلي وفقدان22 سفينة بينها ثلاثة يخوت أجنبية قبالة السواحل المغربية. وقد أشار تقرير للمركز الوطني المغربي للبحث والانقاذ البحري في ذات السياق الى أنه خلال الفترة نفسها، تم إنقاذ 353 شخصا من بينهم 349 صيادا وأربعة أفراد آخرين تعرضت مراكبهم السياحية للغرق. تخوفات البحارة يرجعونها إلى الوضعية الشاذة التي يعيشها جهاز الإنقاذ، سواء تعلق الأمر بتنظيمه الإداري، حيث تأخر انعقاد مجلسه الإداري لسنوات، أو تعلق الأمر بالتجهيزات التي يتوفرون عليها والمستوردة من إسبانيا،والتي لا تقوى على الإبحار حينما يكون البحر هائجا وأمواجه تعلو، ورياحه تسارع الزمن لتصل ما بين 7 و100 كلم في الساعة. رجال البحر صرحوا لنا بأن غالبية عمليات الإنقاذ، والتي أعلن عنها تتم بواسطة مراكب الصيد الساحلي ضمن عرف دأب البحارة على نهجه في ظل غياب حقيقي لمركز الإنقاذ المغربي، مما يدفع البحارة المغاربة في حالة وقوع حادثة ما إلى التنسيق مع مراكز الإنقاذ الاجنبية، ويخصون بالذكر مركز مدريد الاسباني والمركز الفرنسي ومركز لشبونة البرتغالي. هذا التنسيق يتم غالبا في الحالات المستعصية على المركز المغربي وما أكثرها، وهو الأمر الذي يعيد موضوع السلامة البحرية إلى الواجهة.