البيضاء: رضوان خملي يمتد الطول الساحلي لمندوبية الصيد بالدارالبيضاء من زناتة الكبرى الى منطقة سيدي رحال. ويبلغ عدد مراكب الصيد الساحلي بالدارالبيضاء 150 مركب وحوالي 220 قارب للصيد التقليدي وحوالي 16 ألف بحار مسجلين لدى المندوبية منهم ما يناهز 4000 بحار يعملون باستمرار. وقد أصبح من اللازم على المجهزين تأمين البحارة لأنه بدون تأمين لا يسمح للمركب بالخروج الى البحر كما أصبح لزاما عليهم التوفر على شروط السلامة وذلك طبقا لدفتر التحملات الذي أصبح ملزما للمجهز. وقد كثر الحديث خلال الأيام الأخيرة عن عملية إنقاذ البحارة والمراكب من طرف وحدة الانقاذ وعن وجودها وغيابها بالدارالبيضاء. عدد من البحارة أكدوا لنا من خلال لقاءاتنا معهم بأنهم أصبحوا يتمتعون بوسائل الانقاذ بالاضافة الى وجود وحدة للانقاذ تابعة للمندوبية والتي من الواجب عليها التدخل وقت الحاجة، كما أن المجهزين قد انتخبوا مكتبا مهمته تسيير شؤون إنقاذ البحارة تسييرا لوجستكيا حيث يسهر على اصلاح وترميم مركب الانقاذ ومنح تشجيعات مادية للعاملين بالوحدة والتي لاتتجاوز 1400 درهم في الشهر وحسب ادريس التازي رئيس مصلحة البحث وإنقاذ الأرواح البشرية وسلامة الملاحة والرقابة من التلوث، فقد صرح لنا بأن وحدة الانقاذ المسماة «الفداء» في ملكية الوزارة الوصية على قطاع الصيد البحري باعتبارها المنسق الوطني لعملية إنقاذ الأرواح البشرية، وأنها تتوفر على خليتين : خلية انقاذ الارواح البشرية وطاقمها يتكون من سبعة أفراد وخلية سلامة الملاحة والوقاية من التلوث ويسهر عليها كذلك سبعة أفراد ومهمتها التدخل لانقاذ ما يمكن إنقاذه وسط المياه البحرية ما بين زناتة وسيدي رحال من بواخر ومراكب صيد وقوارب وبواخر ترفيهية وذلك فور توصلها بخبر وجود أي مشكل أو طارئ وسط البحر إما عبر الهاتف النقال أو بواسطة كازاراديو أو من المركب نفسه أو من طرف المجهز أو المراكب أو البواخر المجاورة كما تطلب المصلحة وتستفسر عن طبيعةالمشكل لاتخاذ الاجراءات اللازمة بحيث إذا كان الأمر مستعصيا قد تطلب تدخل وحدة البحرية الملكية أو وحدة الدرك الملكي أو المروحيات التابعة للقوات المسلحة الملكية الجوية وكما تطلب تدخل البواخر أو المراكب القريبة من الحدث إذا اقتضى الامر ذلك، وعلى هذا الاساس فإن المصلحة تقوم بإجراء تداريب لطاقمها مرتين في الاسبوع (كل ثلاثاء وجمعة) بهدف تأهيلهم خاصة وأنهم على استعداد تام طيلة 24 ساعة وبدون توقف. وأفراد الطاقم يضحون بكل ما لديهم في سبيل انقاذ الارواح البشرية. وتفاديا لكل هذه المشاكل فإن المصلحة تطلب من المجهزين إجراء فحوصات تقنية خلال كل سنة وبالضبط عند تجديد وثائق المركب وهناك لجنة مكونة من أربعة أشخاص كل حسب اختصاصه تقوم بزيارة ميدانية للمركب تبحث في المحرك والاطارات ووسائل الانقاذ والسلامة وغير ذلك وفي حالة وجود خلل تسحب من صاحب المركب الوثائق الى حين انجاز المطلوب. كما تقوم المصلحة بزيارات مفاجئة الهدف منها تحسيسي أكثر من زجري بهدف إقناع المجهز والبحار حتى يتوفر على شروط السلامة كما تحث الجميع على عدم رمي النفايات والزيوت وبقايا الكازوال وسط البحر على اعتبار انعدام البنية التحتية لاستقبال هذه النفايات والازبال. وخلال سنة 2008 قامت المصلحة ب 62 زيارة مفاجئة للعديد من المراكب. فخلال سنة 2004 : كان هناك 12 تدخلا وتم انقاذ 68 بحارا وفقدان 4 بحارة + سنة 2005 : 14تدخلا وإنقاذ 116 بحار وفقدان بحار واحد. + سنة 2006: 18 تدخلا وانقاذ 116 بحار وفقدان 3 بحارة + سنة 2007: 13 تدخلا وانقاذ 61 بحاراً وفقدان 5 بحارة + سنة 2008: 10 تدخلات وانقاذ 98 بحارا وفقدان بحار واحد. والمشكل المطروح بمدينة الدارالبيضاء بل في المغرب كله يتعلق بوضعية قوارب أصحاب الصيد التقليدي، فعددهم كبير جدا وبعضهم يرفض ارتداء وسائل الانقاذ لأنها تزعجه أثناء العمل، وأغلبهم يتعرض للكوارث بفعل دخولهم الى البحر في أوقات غير ملائمة وأنهم غير مؤمنين والحكومة تفكر في صيغة لإيجاد حلول قد ترضي جميع الأطراف ونتمنى أن يتحقق ذلك.