أمام هذه المعاناة، لم يجد السكان بدا من طلب تدخل السلطات من اجل مساعدتهم و تعويضهم عن الخسائر التي طالتهم، عبر بناء المنازل المهدمة، و التي تؤكد الأغلبية هنا، فقر أصحابها و عدم قدرتهم على إعادة البناء أو الترميم، ثم التعويض عن قطعان الماشية التي فقدوها بعد ليلة طويلة من الخوف و الترقب، و تحت غضب أمطار عاصفية ، استيقظ سكان الكومت بقلعة مكونة، ليشاهدوا ما خلفته الأمطار، التي عرفتها المنطقة ليلة الأربعاء الماضي، و ليتفاجأ البعض من الذين انعم الله عليهم بالنوم في منزل مريح، و بعيدا عن الوديان الجارفة، ليتفاجأ بحجم الدمار الهائل الذي خلفته الأمطار، و عدد المنازل المهدمة، المواشي المجروفة، الأسر المشردة، و ما إلى ذلك من أوجه دمار حقيقي قد لحق عددا من الأسر بالكومت . أغطية مليئة بالوحل، أجهزة إلكترونية مبعثرة، مواد غذائية فسدت وسط الماء، قطعان ماشية إما تحت الركام،أو وسط الوادي الجارف، منازل مليئة بمياه الأمطار، حيطان آيلة للسقوط إن لم تكن سقطت مع وصول الماء إلى قلوب البيوت، نساء اجتمعن كأنهن في بيت عزاء ولسان حالهن يقول لله ما أخذ وله ما أعطى ، مقابر لم تسلم من جرف السيول، كمقبرة اليهود بزاوية البئر التي هدمت جدرانها. على هذه الحال استيقظ السكان بمنطقة الكومت ، ليجدوا أنفسهم بدون مأوى و بلا مؤونة لولا تضامن السكان و تكافلهم الاجتماعي. لم يعد لدينا ما نأكله ابتداء من اليوم، فقد أفسدت المياه كل ما نملك، مخزون عام كامل من القمح و الذرة يعلق أحد المتضررين، سنضطر للمبيت خارجا إن لم نجد ما نبيت فيه يضيف آخر، هي كارثة إنسانية خطيرة إذن أصبحت أربع أسر بالمنطقة، تعيشها منتظرة مساعدة ما من السلطات المحلية بالمنطقة، و خاصة الجماعة المحلية، التي اكتفت حسب أقوال المتضررين، بجولة بالمنطقة و توزيع بضع أكياس من الدقيق، و لترات من الزيت، و التي يراها المتضررون غير كافية بالمرة، نظرا لحجم الفقر الذي يعانونه، و غياب مصادر أخرى للتموين، إضافة إلى كثرة عدد أفراد كل أسرة، و تزامن الحدث مع الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه حاجيات المواطن من المواد الغذائية المتنوعة. و أمام هذه المعاناة، لم يجد السكان بدا من طلب تدخل السلطات من اجل مساعدتهم و تعويضهم عن الخسائر التي طالتهم، عبر بناء المنازل المهدمة، و التي تؤكد الأغلبية هنا، فقر أصحابها و عدم قدرتهم على إعادة البناء أو الترميم، ثم التعويض عن قطعان الماشية التي فقدوها. (مراكش)