على بعد 50 كيلومترا من مدينة إنزكان، تقع الجماعة القروية لأولاد داحو، جماعة تفتقر لجميع مقومات الحياة، من بنية تحتية، كقنوات الصرف الصحي،الطرق... عاشت هذه الجماعة أسبوعا من الخوف و الهلع، بعد أن تسببت مياه السيول الجارفة الآتية من وادي أوركا في أعالي أشتوكة أيت بها على مستوى الطريق السريع من جهة ومعمل الاسمنت الجديد بإمي مقورن من جهة أخرى، تسبب في هدم المنازل و إتلاف المزروعات، كما غمرت المياه جل المؤسسات التعليمية، و دمرت جزءا كبيرا من الطريق الرابطة بين دواوير الجماعة من بينها على الخصوص: أولاد بنعلي، أولاد عبوا، حي العرب، السحبات، الديبات...، و حولتها إلى حفر غادرة، و كل ذلك في غياب أي تدخل للجهات المعنية للتخفيف من خطورة الوضع كما صرح بذلك أحد المتضررين. وخلال الزيارة الميدانية التي قامت بها الجريدة وقفت على حجم الضرر الذي لحق سكان هذه الدواوير، و أكد لنا شهود عيان أن المواطنين غادروا منازلهم منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، بعد أن غمرتها المياه و الأحوال، نحو الأماكن الآمنة... معاناة السكان بهذه الدواوير تحولت إلى ناقوس خطر، يدق أبواب الجهات المعنية بالأمر، مع تسجيل غياب تام لتدخلات السلطات الإقليمية، اللهم إلا بعض الإعانات التي لم تتجاوز قليل من السكر و الزيت و الشاي التي قال عنها أحد المتضررين " نحن لا نطلب الزيت و السكر، نحن نطالب بالتدخل الفوري من أجل إيجاد حل جذري لهذه الحالة التي باتت تقض مضجع الساكنة كل فصل شتاء..." مضيفا إلى أن " على الجهات المسؤولة مساعدتنا لأجل إيجاد سكن لائق لهذه الفئة المتضررة...، سئمنا من الوعود الكاذبة التي نتلقاها في كل مناسبة، و هنا نحن ننتظر إلى أن نلقي حتفنا في هذه الظروف الصعبة...". من جانب آخر أكد رئيس الجماعة في تصريح خص به الجريدة إلى أن " الجماعة جندت كل الوسائل التي تتوفر عليها سواء على المستوى البشري أو على المستوى اللوجيستيكي و المادي، من أجل مواجهة نكبة الفيضانات...، و نحن نعمل على الإعداد لعقد دورة استثنائية من أجل دراسة و مناقشة الوضعية المحرجة التي تعيش عليها جماعتنا، من أجل إيجاد حل مناسب للوقاية من هذه الفيضانات...". و على صعيد أخر، أكدت مصادر داخل الجماعة أن " الدورة الإستثنائية الأخيرة التي عقدها المجلس في الأسبوع الماضي، تم خلالها تخصيص ما يقارب 80 مليون سنتيم من الفائض لشراء قطعة أرضية و تعميق الآبار و أشغال التزين و التشجير و غيرها، في الوقت الذي يجب على الجماعة تخصيص هذا الفائض لإغاثة المنكوبين و تعويضهم عن الخسائر التي لحقتهم...". " نطالب السلطات المسؤولة أن تتحرك للتدخل الفوري من أجل إنقاذنا من هذه الأوحال و إيجاد حل بديل لهذه الوضعية التي نحن عليها اليوم" هذه هي العبارات التي ختم بها محدثونا تصريحاتهم للجريدة، و هذا كل ما يطالب به سكان دواوير جماعة أولاد داحو الجهات الوصية. الأمطار الغزيرة تغمر دواويير جماعة أولاد دحو -ومع شهدت جماعة أولاد دحو التابعة لمناطق نفوذ عمالة إنزكان أيت ملول خلال اليومين الأخيرين تساقطات مطرية استثنائية ،خلفت أضرارا بدواويير الجماعة. وقد قامت اللجنة الإقليمية لليقظة وتدبير المخاطر،أمس الخميس بتقديم المساعدة لساكنة هذه الجماعة بواسطة طائرة عمودية وشاحنات تابعة للدرك الملكي. كماعملت لجنة اليقظة المتكونة من السلطات المحلية والأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدينة على اتخاذ مجموعة من الاجراءات لمواجهة الأثار السلبية للأمطار. وقد تسببت هذه التساقطات في قطع الطريق السريع الرابط بين مطار أكادير المسيرة وتارودانت. يشار إلى أن لجنة اليقظة أخذت خلال هذه الفترة كل الاحتياطات الاستباقية والاحترازية حيث جندت جميع الوسائل الممكنة لتحسيس الساكنة من عدم الاقتراب من الأماكن التي تشكل خطرا على سلامتهم كالأودية ومجاري المياه القوية. كما جندت مجموعة من الآليات لإعادة فتح عدد من الطرق أمام حركة السير.