خلص بحث أنجزته جامعة أوتريخت إلى أن الأطفال واليافعين المغاربة الذين مروا بالسجون الهولندية يندمجون على نحو أفضل داخل المجتمع الهولندي، مقارنة مع باقي المغاربة الذين يعيشون خارج أسوار السجن. وأشار البحث إلى أن تلك الفئة من المهاجرين المغاربة الذين يتوفرون على سوابق في عالم الإجرام لا يتحدثون العربية أو الأمازيغية مع أسرهم وأصدقائهم إلا لماما، كما أن آباءهم يميلون أكثر إلى استخدام اللغة الهولندية ويربطون علاقات صداقة مع الهولنديين. وحسب الباحثين السوسيولوجيين اللذين أشرفا على إنجاز البحث، فإنه حتى أصحاب السوابق أنفسهم يشعرون بالانتماء إلى هولندا مرتين أكثر من أولئك الذين لم يسبق لهم أن قضوا عقوبة سجنية. وشملت الدراسة 141 مغربيا من أصول مهاجرة، و158 من الهولنديين الأصليين، بحيث تتراوح أعمار الجميع ما بين 12 و18 سنة ويوجدون رهن الاعتقال قبل العرض على المحكمة. وتم أيضا استجواب آبائهم إضافة إلى 300 شخص آخرين ينتمون إلى مجموعات عرقية مختلفة، ولم يسبق لهم أن دخلوا السجن. واستنادا إلى إحصاءات سبق ونشرتها وزارة العدل الهولندية، فإن اليافعين المغاربة إجراميون خمس مرات أكثر من نظرائهم الهولنديين. ومع ذلك، فإن الباحثين بجامعة «أوتريخت» يرون أن الجرائم التي يرتكبها الهولنديون الأصليون أكثر خطرا من تلك التي يرتكبها المغاربة. وأوضح البحث أن 80% من المغاربة المعتقلين متهمون بالسرقة بالعنف أو دون اللجوء إليه. وفي المقابل، فإن تلك النسبة لا تتجاوز 45% في أوساط الهولنديين الأصليين، الذين يتهمون أكثر في قضايا الاعتداءات الجنسية، وهي الجرائم التي تعتبر أكثر خطورة على المجتمع. وحسب السوسيولوجيين، فإن المغاربة المتهمين يصرحون بأنهم يشعرون بالميز العنصري، لذلك سيتم التركيز في تتمة البحث ، على العلاقة بين الشعور بالعنصرية والسلوك الإجرامي.