ذكر تقرير نشرته إحدى اليوميات الهولندية، مطلع هذا الأسبوع، أن أكثر من نصف الهولنديين المنحدرين من أصول مغربية والقاطنين بمدينة روتردام من ذوي السوابق العدلية. وأشار التقرير، الذي أنجزته جامعة إيراسموس والجامعة الملكية بأوتريخت، إلى أن 55% من الهولنديين المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية عشر وأربعة وعشرين عاما قد ارتكبوا جنحا في وقت سابق. وبذلك يتقدم هؤلاء الشباب المنحدرون من أصول مغربية على نظرائهم من الشباب من أصول سورينامية (40%) ثم الأتراك (36%)، في حين لم تتجاوز تلك النسبة 18.4% في أوساط السكان الأصليين. ومن النقط المثيرة في التقرير أن 90% من الهولنديين المغاربة يعودون إلى ممارسة النشاط الإجرامي بمجرد إدانتهم للمرة الأولى، مقابل 60% من الهولنديين الأصليين. ومن جهة أخرى، اعتبر العديد من المتتبعين أن هذه الأرقام التي خرج بها التقرير تظل مرتفعة بشكل كبير مقارنة مع تلك التي يقدمها عادة المكتب المركزي الهولندي للإحصاء (CBS). ويمكن تفسير هذا المعطى باختلاف المنهجية المعتمدة وبكون التقرير الأخير يشمل فقط مدينة روتردام، التي تحتضن جالية مغربية كبيرة، والتي تظل المدينة الهولندية الوحيدة التي تعتمد منذ سنة 2002 على تسجيل الانتماء العرقي للأشخاص الذين يرتكبون الجنح والجنايات، حيث كانت هذه النقطة الأخيرة مثار العديد من الاحتجاجات من طرف الجمعيات الحقوقية وتلك المناهضة للعنصرية، على اعتبار أن من شأن اعتماد ذلك الإجراء أن يزيد من الانقسام في أوساط الهولنديين، أصليين كانوا أم مهاجرين.