تم بباريس الاحتفال بالذكرى 25 لصدور مجلة « آفاق مغاربية، الحق في الذاكرة » Horizons Maghrébins, Le droit à la mémoire وذلك بحضور مديرها محمد حبيب السمرقندي والعديد من الاساتدة والصحفيين. وهي مجلة تصدر عن جامعة ألميراي بمدينة تولوز الثانية. وتهتم أساسا بقضايا الثقافة المغاربية حيث خصصت العددين الاخيرين عن الاكل بمنطقة المغرب العربي وكانت العديد من المقالات مخصصة عن الطبخ المغربي ودراسته من زاوية جامعية.وقد حضر هذا اللقاء العديد من المتخصصين الجامعيين في مجال الطبخ المغاربي والمتوسطي والذين شاركوا في العددين الاخيرين للمجلة والذي خصص لطبخ في المنطقة. وقد تم هذا الاحتفال بمطعم وليلي الذي يوجد بحي ترينيتي بباريس ويديره جمال وسعاد الحيسوبي، هذان المغربيان المقيمان بفرنسا والذي جعلا من هذا المطعم المتخصص في الطبخ المغربي منبرا لنشر ثقافة البلد الاصلي والتي يعد الطبخ احد أهم مقوماتها كما ان هذا المطعم الباريسي له ديكور مغربي ومؤتث بإبداعات الصناعة التقليدية المغربية. وبهذه المناسبة، أي الاحتفال بالذكرى 25 لصدور مجلة اوريزون والتي خصصت العددين الاخيرين للمطبخ المغاربي والمتوسطي بصفة عامة كان النقاش وتبادل الرأي حول احد الاكلات المغربية العريقة وهي المدفون، الذي يتم إعداده بالعجائن. هذه الأكلة التي بدأت تتراجع حتى بالمغرب لصعوبة إعدادها حسب محمد اوبحلي وهو باحث مغربي مختص بتاريخ التغذية في الغرب الاسلامي والمسؤول العلمي عن العددين الاخيرين الذي أعطى للحاضرين نبذه عن هذه الاكلة « المدفون »، والتي لا يوجد لها اثر في كتب المطبخ المغربي، لكن يتم وصفها في احد كتب المطبخ الاسباني في القرن السادس عشر، حيث كانت من الاكلات المفضلة لملك اسبانيا ألفونسو . وهي أكلة كانت تقدم مع السكر والذي كان المغرب أحد أكبر المنتجين والمصدرين له بالعالم في القرن 16 عشر. رغم ان المغاربة كانوا وما زالوا يفضلون العسل على السكر سواء في الطبخ او اعداد الحلويات مقارنة مع سكان المشرق العربي حسب الباحث محمد اوبحلي وهو وضع ما زال مستمرا حتى اليوم. واضاف ان هناك نقص في مجال البحث العلمي حول الطبخ بمنطقة المغرب العربي وهو وضع يخص البلدان التلاثة أي المغرب والجزائر رغم بعض التقدم الطفيف لتونس. ودعى الحاضرين الى دعم العمل الذي تقوم به مجلة اوريزون في هذا المجال والذي يغطي جزء من النقص الذي يعرفه هذا المجال بالمنطقة. محمد الحبيب السمرقندي مدير هذه المجلة ذكر ان المجلة منذ 1985 نظمت العديد من اللقاءات كل سنة حول فن الطبخ بمراكش، خلال الانشطة الثقافية التي تنظمها. واضاف ان البحث حول 50 طريقة لأعداد الكسكس الذي قام بها الباحث الفرنسي مكالي مورسي تم التعريف به من طرف المنطقة الوسطى للمطاعم الجامعية لتولوز. والاطباق التي تم انجازها انطلاقا من كتابه مكنت الوسط الجامعي من اكتشاف جزء من ثرات المطبخ المغاربي. وأكد الحبيب السمرقندي ان الاحتفال الذي تم بمطعم وليلي الذي تديره عائلة الحيسوبي الذي يعكس العلاقة بين المعرفة التاريخية للمطبخ والمعرفة التي تتوفر عليها هذه العائلة. ويضم العدد الاخير من المجلة عدد من الدراسات المهمة حول المطبخ بالمنطقة المغاربية والمتوسطية اهمه مقال للباحث محمد اوبحلي حول الاكل بالغرب الاسلامي في العهد العثماني، ومقال لمونيك كاستيل حول المطبخ المغاربي والسودان الغربي ،تاريخ طويل.كما يتضمن العدد مقال حول الاكل في الاوساط المهاجرة بفرنسا لجونفييف كازفاليت وتقديم وتحليل للقصيدة الملحون الشهيرة لإبن علي المسفيوي الزردة والتي قام به محمد حبيب السمرقندي، الذي وضع رهن قراء الفرنسية هذه القصيدة الرائعة حول الطبخ المغربي.