تخلى الرئيس الصيني «هو جين تاو» عن خطط لحضور قمة مجموعة الثمانية في ايطاليا امس وغادر مبكرا عائدا الى بلاده لمعالجة اشتباكات عرقية خلفت 156 قتيلا على الاقل في اقليم شينجيانغ بشمال غرب الصين. وقالت وزارة الخارجية الصينية في موقعها على الانترنت ان «هو» غادر ايطاليا عائدا الى الصين «بسبب الوضع» في شينجيانغ على الحدود مع اسيا الوسطى حيث اصيب1080 شخصا بجروح والقي القبض على1434 شخصا في اضطرابات بين الهان الصينيين والمسلمين اليوغور منذ يوم الاحد الماضي. واضافت الوزارة ان «داي بينغ قوه» عضو مجلس الدولة سينوب عن «هو» في حضور قمة مجموعة الثمانية. وبدأت القمة اعمالها في مدينة «لاكويلا» في وسط ايطاليا امس وكانمن المقرر ان ينضم الرئيس الصيني الى المحادثات يومه الخميس. واستيقظت مدينة «اورومتشى» عاصمة «شينجيانغ» امس بعد حظر تجول اثناء الليل فرضته السلطات بعد ان خرج الالاف من «الهان» الصينيين الى الشوارع مطالبين بتعويضات وانطلق بعضهم في اعمال انتقامية ضد «اليوغور» المسلمين. وخيم الهدوء على المدينة فيما عدا صيحات جماعية للجنود اثناء ادائهم تمارينهم الرياضية الصباحية. واغلقت فرق من شرطة مكافحة الشغب الشوارع الرئيسية بينما جابت ناقلات جند مدرعة المدينة. وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء تلاشت حشود غاضبة من «الهان» الصينيين يشهرون الهراوت والقضبان المعدنية والسواطير والفؤوس لكن كثيرين قالوا ان اعمال القتل التي وقعت يوم الاحد خلفت وصمة مستمرة من الغضب. وقال مرتكبو أعمال الشغب من «الهان» انهم يريدون الانتقام من أعمال العنف التي وقعت يوم الاحد. و«شينجيانغ» بؤرة منذ أمد بعيد للتوتر العرقي. ويعزز ذلك الفجوة الاقتصادية الاخذة في الاتساع بين «اليوغور» و«الهان» وايضا القيود الحكومية على الدين والثقافة وتدفق المهاجرين من «الهان» الصينيين الذين باتوا يشكلون الان الاغلبية في معظم المدن الكبيرة. وقدمت بكين المال لاستغلال مخزون الطاقة الموجود في «شينجيانغ » وتعزيز قبضتها على المنطقة الحدودية المهمة استراتيجيا. لكن «اليوغور» الذين شنوا سلسلة من الهجمات تزامنت مع الاستعدادات لدورة الالعاب الاولمبية التي اقيمت في بكين العام الماضي يقولون ان المهاجرين «الهان» هم أكبر المستفيدين من تلك الاستثمارات. وأخلى «اليوغور» شوارع «أورومتشي» في ساعة متأخرة يوم الثلاثاء مع تزايد عدد المحتجين من الهان وعنفهم. لكن في وقت سابق خرج المئات للاحتجاج على الحملة التي تشنها الحكومة في غمرة أعمال الشغب التي وقعت يوم الاحد والتي يقولون انها شملت تطهيرا عشوائيا لمناطق «اليوغور». وكان كثير من المحتجين من النساء اللاتي كن يبكين ويحملن بطاقات هوية أزواجهن أوأبنائهن الذين قلن انهم اعتقلوا بطريقة تعسفية في رد فعل مبالغ فيه على اعمال الشغب التي وقعت يوم الاحد في «اورومتشي». ونحو نصف سكان «شينجيانغ» البالغ عددهم20 مليونا هم من «اليوغور» فيما يشكل الهان الاغلبية في مدينة «أورومتشي» الواقعة على بعد3300 كيلومتر غربي بكين. وقالت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان ان المتظاهرين لهم الحق في الاحتجاج سلميا وان الذين اعتقلوا يجب ان يعاملوا بما يتفق مع القانون الدولي. وطالبت باجراء تحقيق كامل في اسباب أعمال الشغب. وحمل مسؤولون صينيون الجماعات الانفصالية في الخارج المسؤولية عن الاضطرابات ويقولون انها تسعى من أجل اقامة وطن مستقل وتقودها سيدة الاعمال «ربيعة قدير». لكن تلك الجماعات رفضت هذا الاتهام قائلة ان اعمال العنف كانت انفجارا عفويا سببهالاحباط المتراكم.