يستمر التوتر بين السلطات في هندوراس، التي اعلنت انهه» ليس لديها ما تفاوض بشأنه» بعد الاطاحة بالرئيس زيلايا وتعليق عدد من الحريات الدستورية، وبين المجتمع الدولي الذي يكثف ضغوطه لاعادة الرئيس المخلوع الى منصبه. وأعلن رئيس هندوراس المعين روبرتو ميتشليتي « لا يمكننا ان نفاوض على اي شيء» حول عودة الرئيس المخلوع مانويل زيلايا، مع منظمة الدول الامريكية، بعد الانذار لمدة72 ساعة الذي وجهته المنظمة لهندوراس. وقال الرئيس بالوكالة « لا يمكننا ان نتفاوض باي شيء (...) لا يمكننا التوصل الى اي اتفاق لان الرئيس السابق زيلايا يخضع لمذكرة توقيف بسبب الجرائم التي ارتكبها عندما كان في سدة المسؤولية» مؤكدا انه سيعتقل فور عودته للبلاد. وقد اقر الكونغرس في هندوراس تعليقا موقتا لعدد من الحريات الدستورية خلال فترة حالة الطوارىء المفروضة حتى نهاية الاسبوع بناء على اقتراح الحكومة، ما يتيح الابقاء على اشخاص رهن الاعتقال لفترة تزيد عن24 ساعة وتعليق حرية التجمع وحرية الاجتماع وكذلك حرية الخروج من البلاد. وتفيد مصادر دبلوماسية ان العديد من مناصري زيلايا قد غادروا البلاد اصلا. وقد قررت كافة دول الاتحاد الاوروبي استدعاء سفرائها في هندوراس اثر الاطاحة الاحد بالرئيس مانويل زيلايا، وحذت حذوها مفوضية الاتحاد الاوروبي، على ما اعلن وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس للاذاعة الوطنية الاسبانية. كما اعلنت دول امريكا الوسطى والحكومات ذات التوجهات اليسارية مثل فنزويلا وكوبا والاكوادور ونيكاراغوا وكولومبيا، اجراءات مماثلة. ويتوسع الاثر الاقتصادي للعزلة المفروضة على هندوراس الى ما يتعدى الرحلات التجارية الملغاة بسبب حالة الطوارىء. فقد اعلن البنك الدولي تجميد جميع القروض لهندوراس، وكذلك أعلن رئيس البنك الامريكي للتنمية لويس البرتو مورينو ان البنك لن يمنح اي قرض جديد لهندوراس بانتظار اتضاح الوضع في البلاد بعد الاطاحة بالرئيس مانويل زيلايا. وازاء هذا الوضع تعتزم السلطات في تيغوسيغالبا تنظيم « حملة» دولية لشرح ما تعتبره « انتقالا دستوريا للسلطة «، بحسب ما اعلن وزير خارجية الحكومة الانتقالية. كما اطلقت السلطات الانتقالية « حوارا وطنيا» مفتوحا يشمل « كل المكونات السياسية بما في ذلك الذين شاركوا في ادارة زيلايا» . وقد نظم مئتان الى ثلاثمئة متظاهر « ليلة بيضاء» مساء الاربعاء امام مقر بعثة الاممالمتحدة في تيغوسيغالبا احتجاجا على الدعوات لعودة الرئيس المخلوع مانويل زيلايا الى البلاد . وكان مئات من مناصري سيلايا ساروا ظهرا في تظاهرة الى المقر المحلي لمنظمة الدول الامريكية مطالبين بعودة زيلايا قبل ان يتجمعوا قرب المقر العام للقوات المسلحة الوطنية. ودعا رئيس هندوراس المخلوع مانويل زيلايا من باناما مواطنيه الى « الحفاظ على الهدوء» مع حثهم على عدم اطاعة « حكومة غاصبة « وذلك في خطاب مقتضب بثته محطة اذاعة غلوبو. يذكر ان زيلايا الذي يرأس هندوراس منذ العام2006 قد تم اعتقاله على يد عسكريين ومن ثم نفيه خارج البلاد وذلك بعد ان حاول تنظيم استفتاء شعبي يفتح المجال امام احتمال اعادة انتخابه، وهو الاستفتاء الذي اعتبرته المحكمة العليا غير دستوري.