اندلعت بالهندوراس موجة الاحتجاجات بعد أن أطاح الجيش بالرئيس اليساري مانويل زيلايا ونفاه أول أمس الاحد في أول انقلاب عسكري في أمريكا الوسطى منذ الحرب الباردة ، حيث من الأطلقت أعيرة نارية قرب القصر الرئاسي ، وأقام مئات المحتجين المؤيدين لزيلايا وكان بعضهم ملثما ويمسك بهراوات حواجز على الطرق في وسط العاصمة تيجوسيجالبا وأغلقوا الطرق المؤدية الى قصر الرئاسة. وسمع مراسلون صحافيون في الهندوراس أصداء أعيرة نارية خارج القصر الرئاسي أطلقت فيما يبدو بعد وصول شاحنة الى مكان الاحتجاجات كما جاءت سيارة اسعاف الى الموقع. ولم يتضح من الذي اطلق النار. وقال شاهد عيان ان الاعيرة كانت تطلق في الهواء ولم ترد على الفورأنباء عن سقوط ضحايا. وفي نيكاراجوا المجاورة تجمع في العاصمة ماناجوا زعماء يساريون من المنطقة بقيادة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز حليف زيلايا وأجروا محادثات في وقت متأخر من ليلة الأحد بشأن هذه الازمة. وأطيح بزيلايا الذي تولى الرئاسة عام2006 في انقلاب وقع بعد فجر الاحد بعد ان اثار قلق السلطة القضائية والبرلمان والجيش بسعيه لاجراء تعديلات دستورية كان من شأنها ان تسمح للرئيس بالسعي لاعادة انتخابه بعد انتهاء فترته الرئاسية التي تستمر اربع سنوات. وتولى الجيش الحراسة خارج مبنى البرلمان في الوقت الذي انتخب فيه النواب بالاجماع ميتشيليتي عضو الحزب الليبرالي الذي ينتمي له زيلايا رئيسا مؤقتا للبلاد الى ما بعد اجراء الانتخابات في نونبر القادم. وأعلن ميتشيليتي حظر التجول 48 ساعة. وقالت المحكمة العليا في هندوراس انها طلبت من الجيش اسقاط زيلايا. وتحدى ميتشيليتي الضغوط العالمية لانهاء الانقلاب قائلا «اعتقد انه ليس من حق احد هنا لا باراك اوباما وناهيك عن هوجو تشافيز ان يأتي ويهدد الهندوراس». وأدان تشافيز بشدة الانقلاب وأعلن استنفار جيشه تحسبا لاي تحرك من قوات هندوراس ضد سفارة فنزويلا أو بعثتها هناك. وقال تشافيز انه سيبذل قصارى جهده لاحباط الانقلاب. وأضاف أنه في حالة مقتل السفير الفنزويلي أو دخول قوات هندوراس السفارة «سوف يتعين علينا القيام بعمل عسكري» مضيفا «لقد وضعت قوات فنزويلا المسلحة في حالة استنفار». وأبدت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما والاتحاد الاوروبي وعدد من الحكومات الاجنبية ايضا تأييدها لزيلايا الذي اخذه جنود من مقر اقامته ونقلوه بطائرة الى كوستاريكا. وطالبت منظمة الدول الامريكية بعودة زيلايا فورا وبلا شروط. وكانت الهندوراس الدولة الفقيرة بامريكا الوسطى التي تصدر البن والمنسوجات والموز ويبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة مستقرة سياسيا منذ نهاية الحكم العسكري في اوائل الثمانينات. لكن زيلايا حول البلاد نحو اليسار بشكل اكبر منذ توليه الحكم واقام تحالفا وثيقا مع تشافيز ليثير قلق الجيش والصفوة الغنية المحافظة. وفي وسط تيجوسيجالبا قامت مجموعات من الرجال بعضهم كان يحمل أنابيب معدنية وسلاسل وكانوا يغطون وجوههم بقمصان بالقاء الحجارة على سيارات حاولت دخول المنطقة في وقت متأخر أول أمس. وظل الدخان يتصاعد من بقايا اطارات محترقة وكشك كان يبيع صحفا اعتبرت مؤيدة للانقلاب. واصطف أفراد من الجيش مسلحون ببنادق الية داخل القصر الرئاسي وغطى بعض أفرادالقوة وجوههم بالدروع بينما أخذ المحتجون يتهكمون منهم. وقال كريستيان رودريجيز وهو سباك عمره24 عاما نصب خيمة متهالكة أمام القصر «سقوط قتلى وجرحى ضريبة لابد منها حتى تنعم البلد بالسلام في المستقبل. نحن مستعدون للمحاربة حتى الموت.» والهندوراس من كبار الدول المنتجة للبن ولكن لم تظهر على الفور دلالات على أن الاضطرابات ستؤثر على الانتاج. وحاول زيلايا عزل قائد الجيش الجنرال روميو فاسكويز الاسبوع الماضي في خلاف بشأن محاولة الرئيس تنظيم استفتاء غير رسمي بشأن تمديد فترة رئاسته التي تستمر أربعة أعوام. وتولى زيلايا السلطة في عام2006 وكان من المقرر ان يترك السلطة في اوائل2010 وفقا للدستور الحالي. وقال زيلايا رجل الاعمال السابق البالغ من العمر56 سنة لمحطة تلفزيون تليسور التي تبث برامجها من فنزويلا ان الجنود «خطفوه» واعطوه بالكاد فرصة لتغيير ملابس نومه. ووضع بعد ذلك في طائرة عسكرية الى كوستاريكا. واجتمع زيلايا الليلة قبل الماضية في ماناجوا مع تشافيز ورئيس الاكوادور رفائيل كوريا ورئيس نيكاراجوا دانييل أورتيجا.