قال موقع للمعارضة الإيرانية على الإنترنت إن شرطة مكافحة الشغب الإيرانية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية التحذيرية لتفريق أنصار المعارضة في طهران، الذين استغلوا، أول أمس السبت، الاحتفال بذكرى دينية، لشن احتجاجات جديدة مناهضة للحكومة.وأضاف موقع جرس أن قوات الأمن هاجمت أيضا مبنى يضم وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، حيث قال إن بعض المتظاهرين حاولوا الاحتماء به خلال الاضطرابات. وقال شاهد عيان إن شخصين على الأقل أصيبا حينما طاردت الشرطة بعض المحتجين إلى المبنى الواقع في وسط المدينة. وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية إن أحد مراسليها أصيب لكنها لم تلق بالمسؤولية على أحد. وفي دلالة على اتساع نطاق الاحتجاجات قال شاهد آخر في وقت لاحق إن مجموعة من أنصار زعيم المعارضة، مير حسين موسوي كانت تهتف «الموت للدكتاتور» اشتبكت مع الشرطة بالقرب من مسجد في شمال طهران، حيث كان من المقرر أن يلقي الرئيس الإصلاحي السابق، محمد خاتمي، الذي يدعم موسوي خطابا. وقال الشاهد إنهم "يلاحقون الأشخاص ويضربونهم ويحاولون تفريقهم ولكن حتى الإيرانيين العاديين يتوقفون بسياراتهم ويهتفون يا حسين.. في إشارة إلى مير حسين". ويسلط اندلاع الاشتباكات خلال الاحتفال بذكرى عاشوراء، الذي يستمر يومين، الضوء على تزايد التوترات في إيران بعد ستة شهور من انتخابات الرئاسة المتنازع على نتيجتها، التي أغرقت إيران في فوضى. ولم يتسن التأكد بشكل مستقل من تقارير موقع جرس إذ يحظر على وسائل الإعلام الأجنبية تغطية الاحتجاجات بشكل مباشر. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن «المشاغبين» في وسط طهران لم يتجاوز عددهم 150، مضيفة أنهم أرادوا تعكير صفو الاحتفالات، ولكن الشرطة فرقتهم. ورغم القبض على العشرات، والحملات الأمنية، إلا أن احتجاجات المعارضة اندلعت مرارا منذ انتخابات الرئاسة، التي جرت في يونيو، والتي تقول المعارضة إنه جرى التلاعب في نتيجتها لضمان فوز الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بفترة رئاسة ثانية. وقال موقع جرس «تشتبك قوات الأمن المجهزة بشكل جيد بعنف مع أنصار المعارضة في العديد من أجزاء وسط طهران». وأضاف في وقت لاحق «شرطة مكافحة الشغب تطلق أعيرة نارية في الهواء في ميدان انقلاب لتفرقة المتظاهرين الذين يرددون شعارات مناهضة للحكومة». واتهمت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية وسائل الإعلام الأجنبية بالمبالغة في «التجمع الفاشل لمثيري الشغب» وبمحاولة تشجيع الناس على الخروج إلى الشوارع. وكانت السلطات حذرت المعارضة المؤيدة للإصلاح من تنظيم أي مظاهرات جديدة خلال تاسوعاء وعاشوراء، وهما اليومان اللذان يحيي فيهما الشيعة ذكرى مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويتزامن حلول يوم عاشوراء، الذي وافق أمس الأحد مع اليوم السابع التقليدي للحداد على رجل الدين المعارض البارز، آية الله حسين علي منتظري، الذي توفي قبل أسبوع عن 87 عاما في مدينة قم الشيعية المقدسة. وكان منتظري من أشد المنتقدين للمؤسسة الدينية المتشددة، والراعي الروحي لحركة المعارضة وندد بإعادة انتخاب احمدي نجاد ووصفها بأنها عملية خداع.