لوّح رئيس اللجنة القضائية بالبرلمان الإيراني علي شاهروخي أمس بملاحقة مرشح الرئاسة الإيراني المهزوم مير حسين موسوي قانونيا بسبب تحركه ضد الأمن القومي من خلال الدعوة إلى احتجاجات. "" في حين طالب المرشح الإصلاحي المهزوم مهدي كروبي مجددا، مجلس صيانة الدستور بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو، قائلا "دلا من إضاعة الوقت في إعادة فرز بعض صناديق الاقتراع..ألغوا التصويت"، ودعا إلى إعلان الخميس يوم حداد على ضحايا التظاهرات في إيران. وكانت شرطة مكافحة الشغب الإيرانية، استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق تظاهرة للمعارضة في طهران أمس حيث تحدى المحتجون تهديدا مباشرا من الحرس الثوري الإيراني (الباسيج) بأنهم سيواجهون ردا "حاسما وثوريا" من جانبه، إذا ما واصلوا تحركهم الاحتجاجي على نتائج الانتخابات. فيما تحدث شهود عن اعتقال 60 شخصا من موكب أمس. وفي السياق، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، أنه تم الإفراج عن فائزة رفسنجاني ابنة الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني وأربعة من أفراد العائلة بعدما أوقفتهم قوى الأمن السبت الماضي "حفاظا على أمنهم". ونسبت وكالة أنباء "ارس" شبه الرسمية إلى رئيس اللجنة القضائية في البرلمان قوله "إن دعوة موسوي لاحتجاجات غير قانونية وإصداره بيانات مستفزة كانا مصدر الاضطرابات الأخيرة في إيران، ومثل هذه الأعمال الإجرامية يتعين مواجهتها بحسم" مضيفا "انه تم التمهيد قانونيا لملاحقة موسوي". من جهته، دعا كروبي إلى "مراسم تأبين" بعد غد للضحايا الذين سقطوا في تظاهرات طهران قبل يومين . وأطلق كروبي نداءه هذا في بيان نشره الموقع الإلكتروني لحزبه "اعتماد ملي" "الثقة الوطنية". ولم يعط البيان أي توضيح حول مراسم التأبين المقترحة هذه. وشهدت طهران السبت الماضي تظاهرات حاشدة تخللتها أعمال عنف، قتل فيها ما لا يقل عن 10 أشخاص وأصيب أكثر من مئة، بحسب التلفزيون الرسمي، مما يرفع إلى 17 على الأقل عدد الذين قتلوا في العاصمة على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في 13 يونيو. ونقلت محطة "برس تي.في" التلفزيونية الرسمية في إيران أمس عن مكتب المدعي العام في طهران قوله إن "مخربين مجهولين" فتحوا النار وقتلوا أشخاصا في أحداث العنف التي شهدتها العاصمة السبت الماضي . وكان موقع على الإنترنت لشبان من أنصار موسوي حثوا المواطنين على حمل شموع سوداء بأشرطة خضراء أمس تضامنا مع ضحايا الاضطرابات الأخيرة. في وقت باتت صورة شابة إيرانية ممددة على الأرض قتيلة ومضرجة بالدماء رمزا للحركة الاحتجاجية في إيران إذ تناقلتها مواقع الانترنت ورفعها مناهضو النظام الإيراني في سائر أنحاء العالم. وأفاد شهود أن التظاهرة أمس التي نظمتها المعارضة في ساحة هفت تير وسط طهران وشارك فيها نحو ألف شخص، انتهت بعد حوالى ساعتين على بدئها، وقد استخدمت خلالها قوات الأمن التي انتشرت بأعداد كثيفة، الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وانتشر حوالى 500 عنصر من شرطة مكافحة الشغب وميليشيا الباسيج، في الساحة، التي ظلت مفتوحة أمام حركة السير. وقال أحد الشهود إن «ما بين 50 إلى 60 شخصا تم اعتقالهم». ودعت الشرطة الايرانية أمس في نداءات بثها التلفزيون ونقلتها على الأقل وكالة أنباء واحدة الى الوشاية «بالمشاغبين» الذين يشاركون في تظاهرات المعارضة للتعرف عن هوياتهم. وقال النداء الذي بثه التلفزيون الرسمي إن «على الإيرانيين تقديم كل المعلومات والصور التي بحوزتهم للشرطة لاعتقال المشاغبين». وعرض التلفزيون أرقام هاتف جهاز الطوارئ في الشرطة وثلاثة أرقام خاصة وعناوين إليكترونية. وأعلنت الشرطة أن «بعض المشاغبين اعتقلوا بمساعدة مواطنين». من جانبها أنشأت وكالة فارس القريبة من الحكومة والمتوفرة على الانترنت قسما خاصا أطلقت عليه اسم «بلغوا عن المشاغبين». وعرضت صفحة الموقع صور 15 شخصا يبدو أنها التقطت خلال التظاهرات وأحيطت بدوائر حمراء وكتب إلى جانب كل صورة «المشاغبون في اضطرابات طهران الأخيرة». وأعلنت إذاعة طهران الرسمية صباح أمس أن 457 شخصا اعتقلوا السبت الماضي خلال التظاهرات في وسط العاصمة احتجاجا على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. إلى ذلك، أقر مجلس صيانة الدستور المكلف الأشراف على الانتخابات الرئاسية بوجود مخالفات في الانتخابات لكنه أصر على أن ذلك لن يكون له «تأثير مهم» على النتيجة النهائية، فيما تطالب المعارضة بإجراء انتخابات جديدة وليس بإعادة فرز للأصوات. وكان المجلس الذي يضم 12 عضوا، أبدى سابقا استعداده لإعادة فرز جزئية للأصوات، وقال أمس إن عدد الأصوات في 50 من 366 إقليما فاق عدد الناخبين المحتملين. وقدم موسوي والمرشحان الآخران، طعونا وقالوا إن عدد الأصوات فاق عدد الناخبين في 170 دائرة وذكروا 646 مخالفة. لكن المتحدث عباس علي كدخدائي قال انه «لم تكن هناك مخالفات وأصر على أن أي إعادة فرز «لن تغير كثيرا من نتيجة الاقتراع».