يبدو أن مدبري الانقلاب على رئيس الهندوراس مانويل زيلايا, الاثنين الماضي , قد نجحوا في مهمتهم بعد تعيين رئيس دولة جديد بالنيابة , ويقاومون إلى حد الآن الضغط القوي للمجتمع الدولي. وكان الرئيس المخلوع مانويل زيلايا قد توجه الأحد المنصرم إلى المنفى إلاضطراري في كوستاريكا وتم عزله في اليوم نفسه من طرف برلمان بلاده, الذي عينمكانه رئيس المؤسسة التشريعية روبيرتو ميتشيليتي أحد أشرس معارضي زيلايا. وعين ميتشيليتي الإثنين حكومة جديدة فيما لا زال مصير أعضاء الحكومة السابقين مجهولا, عدا وزيرة الشؤون الخارجية باتريكيا روداس التي تماستقبالها بصفتها في المكسيك. واعتبر ميتشيليتي أن الضغوط التي مارسها المجتمع الدولي من أجل عودة زيلايا إلى منصبه ستكون بدون جدوى لأن التغيير الحاصل على رأس الدولة قائم على قرار صادر عن القضاء وقوانين البلاد, رافضا الحديث عن انقلاب عسكري. وفي هذا السياق كان البرلمان قد أقر أن زيلايا «انتهك» الدستور والأحكام الصادرة عن القضاء التي اعتبرت أن مبادرته بتنظيم استفتاء من أجل إصلاح الدستور «غير شرعية». واعتبر الاستفتاء الشعبي الذي كان من المفترض أن يجرى الأحد المنصرم خطوة أولى ليتمكن زيلايا من الترشح لولاية ثانية, وهو الأمر الذي يمنعه الدستور الهندوراسي. وفي أقل من24 ساعة بعد الانقلاب ضد زيلايا, تفاعل جيران الهندوراس بشكل فوري حيث تم عقد اجتماع قمة بماناغوا, في إطار نظام الاندماج لأمريكا الوسطى /سيكا/ومجوعة ريو, الذي يضم23 بلدا من أمريكا اللاتينية. وخلال هذا الاجتماع, اتفق قادة /سيكا/ على عزل الحكومة الهندوراسية الجديدة سياسيا واقتصاديا, على أمل عودة مانويل زيلايا إلى منصبه , إلى غاية نهاية ولايته في يناير2010. ويتمثل أول تدبير تبنته بلدان المنطقة في سحب سفرائها المعتمدين بتيغوسيغالبا, قصد ممارسة ضغط ديبلوماسي أكبر على قادة البلد, مع رفض القيام بأي اتصال مع الحكومة الهندوراسية الجديدة. وقررت دول جوار الهندوراس تضييق الخناق الدبلوماسي على السلطات الجديدة بتيغوسيغالبا, وذلك باستقبال زيلايا كممثل وحيد للهندوراس خلال هذه القمة. كما سيتم استقبال زيلايا في الساعات المقبلة بمنظمة الأممالمتحدة من أجل الحديث عن الأزمة السياسية في بلاده. وفي تطور مفاجىء أعلن زيلايا أمام رؤساء دول المنطقة أنه سيعود إلى بلاده يومه الخميس , بعد إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما قررت دول المنطقة وقف المبادلات الاقتصادية مع الهندوراس وجميع الاجتماعات ذات الطابع السياسي والاجتماعي والثقافي والرياضي مع الحكومة الجديدةلهذا البلد. وقالت هذه الأخيرة بأنه في حالة ما إذا تم تنفيذ هذا القرار فإنها سترد بالمثل , وستغلق حدودها أمام تجارة هذه البلدان. وعلى أرض الواقع, وبعد يوم هادئ في العاصمة تيغوسيغالبا, اندلعت أولى المواجهات بين الشرطة وأنصار الرئيس المخلوع زيلايا الذين طالبوا بعودته فورا إلى منصبه. وأيد الرئيس بالنيابة قرار عزل زيلايا الذي يستند حسب رأيه , على أساس حكم قضائي وتصويت بالإجماع في البرلمان على وضع نهاية لولايته بسبب «انحرافات خطيرة» حول تعديل محتمل لدستور البلاد. وتعتبر السلطات الجديدة بالهندوراس نفسها في وضع قانوني, لكن من الصعب التنبؤ لكم من الوقت سيمكنها مقاومة ضغط دولي مجمع عليه ومقاومة مدنيةناشئة, دعا الرئيس المخلوع أنصاره إلى خوضها. منظمة الدول الأمريكية تمهل قادة الانقلاب ثلاثة أيام أمهلت منظمة الدول الأمريكية قادة الانقلاب العسكري في هندوراس ثلاثة أيام من أجل إعادة الرئيس المخلوع مانويل زيلايا إلى السلطة. واوضحت مصادر صحفية امس الأربعاء نقلا عن الامين العام لمنظمة الدول الأمريكية إنه سيتم تعليق عضوية هندوراس في المنظمة في حال عدم استجابة قادة الانقلاب العسكري لهذا الأمر . وكانت السلطات العسكرية في هندوراس اعتقلت الرئيس زيلايا ورحلته إلى كوستاريكا قبل بدء التصويت مباشرة على استفتاء يمنحه فترة ولاية جديدة رغم أن الدستور يحدد مدة الرئاسة بفترة واحدة . وأصر زيلايا على إجراء الاستفتاء رغم حكم المحكمة العليا بأنه غير قانوني ومعارضة الجيش والكونغرس وأعضاء حزبه له.