إذا كان إقليم فكيك بصفة عامة بحواضره وشبه حواضره، أزماته مزمنة وبنيوية زكّتها السلطات الإقليمية المتناوبة والمتعاقبة على تدبير شؤون الإقليم، ولو بدرجات متفاوتة على سٌلّم درحات التناقض والتهميش بين مدنه التي تكو ضيق حال بصفة عامّة ، ومناطقه القروية التي جعلت من التهميش ملازما لها في تحركاتها وسكناتها لا انفكاك منه ولا خلاص، لتزداد من حين لآخر تدهورا اجتماعيا خطيرا ينبئ بحدوث أزمات يصعب التبوء بنتائجها وسوء عقباها لما لتراكمات سالفة من طابع سلبي . وبالواضح وكما بالمرموز، فإنّ قرب إحدى هذه القرى حتى من عاصمة الإقليم بوعرفة وعلى مرمى حجر منها شقّ معها انتشال عين الشعير من أزماتها، آملين في غد أفضل، غد أٌحدثت معه جماعة جديدة خاصّة بها. عين الشعير، داخل مجالها الجغرافي كقرية ، تنام وتستفيق 182 أسرة تشكل تسكانيتها، تطلّ على واحة جميلة جدّا تبلغ مساحتها 3700 هكتار تقريبا، وبساتين صالحة للزراعة ترويها ساقية سارية على جنباتها، تبلغ مساحتها تقريبا 650 هكتار، ومجموعة من الأراضي البورية تٌكوّن حزاما محيطا بالواحة على مساحة 800 هكتار حسب مصادرنا المطلعة، لتجعل أخيرا من هذه الواحة لؤلؤة في عقد واحات الإقليم، التي تجعلها قطب سياحي لكل مريد. فعين الشعير بموروثها التاريخي القديم والحديث وتوفرها على مآثر تاريخية قمينة بالزيارة والتعرف على مخزونها الفريد لها، كما أنها كانت البوابة الجنوبية للمستعمر الفرنسي، وكونها خطّ تماس بينهما ، إذ قاوم أهل عين الشعير المستعمر بكل ما أوتوا من قوة وبسالة، ولا تّعرف لهؤلاء صفة حتى، حيث حٌرم أغلبهم من صفة مقاوم، فاسأل التاريخ يأتيك بما لم تزود، فمعركة 1887، ومقتل الضابط سرطيل، ومعركة عين الشعير 1956 التي أجبر أهلٌ الشعير فيها أخيرا الفرنسيين على الرجوع مندحرين. إنّ مفهوم التنمية في شقه الاقتصادي بنته معاول أهل عين الشعير وفيسانهم ورفشانهم، وكل نزلة منهم عليها تٌمزج بعرق ذويها، لتشق الأرض وتسقيها لتجعل من أسارير جبهاتهم كٌتبا حبلى بالتاريخ وبحكاية الأنفة، خصوصا وأن أغلب أبنائها حاملي الشواهد معطلين. وعين الشعير وهي في جيب من الجيوب على الطريق الرئيسية رقم 10 الرابطة بين بوعرفة والرشيدية النقطة الكلمتر 63 تقريبا كانت تابعة لجماعة بوعنان بإقليم فكيك، ومنها وعنها رٌسمت الأزمة، وبتوالي الأزمات الإقتصادية والاجتماعية تسببت في أحداث وقلاقل 5 يناي 2007، وعلى إثرها تذكيرا نزح مجموعة من شبانها إلى القطر المجاور الجزائر، والتي كانت السبب الرئيسي والمباشر في إحداث جماعة عين الشعير، وربّ ضارّة نافعة. إن مشكل عين الشعير لا ينحصر فقط فيما ورد ذكره، ولكن في ضيق مجاله الجغرافي المحدد بواسطة ظهائر وهي من المسكوت عنها لحدّ الساعة. جماعة عين الشعير وهي المحدثة برسم استحقاقات 2009، تشكل جماعة مستقلة حاليا بنفسها، تتكون من 11 دائرة انتخابية، فاز في أغلبها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ب 8 مقاعد و 4 لحزب الاستقلال و 1 للحركة الديمقراطية، شكل مكتبها ويديرها كل من السيد: مولاي إدريس أفقير بصفته رئيسا، وهو أول رئيس لهذه الجماعة، وبصفة استثنائية عن تشكيلة المكاتب بالإقليم فإنّ السيدة الحراش العالية تكون أول امرأة على الصعيد الإقليمي تتبوّء النيابة الأولى للرئيس، والسيد حفّار بوجمعة النائب الثاني له، والسيد زايد عبد السلام ككاتب للمجلس، والسيد عبد السلام أفقير كنائب للكاتب . وبذلك يكون حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هو أول حزب في تاريخ إدارة هذا المجلس.