حينما يضطر مستعلمو القطار إلى قضاء حوالي ثلاث ساعات لقطع المسافة الفاصلة بين الرباط والدار البيضاء، والتي عادة ما يقطعها القطار في ظرف ساعة واحدة فقط، حينما لا يكون ثمة خلل أو عطل، حينما يضطر المسافرون أو المتنقلون عبر القطار إلى ذلك، معناه، أن الكثير منهم قد فوّت على نفسه قضاء هذا الغرض أو ذاك، وأخل بهذا الالتزام أو هذا الموعد أو ذاك، علاوة على ما يصاحب الانتظار عادة - الذي هو احتضار - من توتر ومكابدة هذا إذا لم يتم إيقاف محرك القطار، وتوقف التكييف في عز هذا الصيف، مما يعني مضاعفة المعاناة. نعم، لقد احتج الركاب مؤخرا على مسؤولي المكتب الوطني للسكك الحديدية جراء انتظارهم مدة ثلاث ساعات لقطع المسافة بين العاصمتين الادارية والاقتصادية، مثلما احتج المسافرون عبر القطار أكثر من مرة خلال صيف السنة المنصرمة، لكن يبدو أن أمر هذه التأخيرات غير المبررة وغير المقبولة، باتت تتكرر كل صيف بحدة أكبر دون أن يجد لها مسؤولو المكتب الوطني للسكك الحديدية حلا يعفي الزبناء من كل هذه المعاناة والمكابدات، ولا يضيع عليهم وقتهم ومصالحهم وهي أوقات ومصالح من حق هؤلاء الزبناء أن يطالبوا المكتب الوطني المسؤول عن تعويضها، ماداموا يدفعون له للوصول المريح في الوقت، وليس بعد فوات الأوان.