في خطوة مفاجئة ودون سابق إنذار، قامت إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية أول أمس السبت فاتح غشت بالزيادة في تذاكر القطارات، تصل إلى 4 دراهم في جل الخطوط إلا 3 منها، هي خط البيضاء-خريبكة-وادي زم، وخط أسفي-بن جرير والخط السككي الجديد تاوريرت-الناظور. إدارة السكك الحديدية عللت قرار الزيادة، الذي يأتي في ذروة تنقلات الأسر المغربية لقضاء العطلة الصيفية والإقبال الكبير على القطارات، بارتفاع نسبة التضخم وأسعار المواد الطاقية، مضيفة، في إعلان للمسافرين وضع في محطات القطار، أن الزيادة التي دخلت حيز التطبيق منذ فاتح غشت 2009، تتفاوت حسب وجهات السفر ولكنها لا تتعدى نسبة 4 %، وأشارت إلى أن تعرفة تذاكر القطار لم تعرف أي زيادة إلا مرة واحدة منذ سنة 2001. وبعدما استعرضت إدارة ربيع الخليع في الإعلان ما قامت به من استثمارات لتوسيع الشبكة وشراء القطارات بطابقين وبناء محطات جديدة، اعتبرت قرار الزيادة أملته «الرغبة في تقديم منتجات ذات جودة عالية تليق بتطلعات الزبناء وتستجيب لرغباتهم» على حد قول الإعلان. بالمقابل وصف رئيس جمعية المستهلكين المتحدين، وديع مديح، في تصريح ل «المساء» أن هذه الزيادة جاءت في ظرفية غير مناسبة، ولم تراع كون الأسر المغربية تقبل بكثافة على خدمات القطار للسفر خلال أشهر الصيف، مما سيثقل كاهلها بنفقات إضافية. وأضاف مديح أن المكتب الوطني للسكك الحديدية لم يخبر المسافرين قبل تنفيذ الزيادة بمدة كافية ليتدبروا أمورهم ويأخذوا هذا المتغير بعين الاعتبار في ميزانية نفقاتهم. ونبه رئيس الجمعية إلى أن الزيادة لم تطل فقط تذاكر القطار التي تباع في الشبابيك، بل إن الفارق الذي يدفعه عادة من يشتري التذكرة داخل القطار ارتفع بنسبة 100 %، لينتقل من 5 إلى 10 دراهم. الزيادة المطبقة تأتي في وقت شهدت فيه الشهور الماضية ارتفاع شكاوى المسافرين من خدمات المكتب الوطني للسكك الحديدية، سواء على مستوى التأخر الكبير في مواعيد وصول القطارات، خصوصا في الخطوط البعيدة كمراكش وطنجة ووجدة، وغياب أو على مستوى تعطل أجهزة تكييف الهواء على متن القطارات، مما يجعل درجات الحرارة داخل العربات ترتفع بشكل كبير مقارنة بدرجة الحرارة الخارجية، فضلا عن شكاوى من عدم التواصل للإخبار بحقيقة ما يجري عند توقف القطار قبل بلوغ المحطات لسبب من الأسباب. ومن آخر هذه الشكايات، توجيه قرابة 326 من المسافرين (من بينهم 22 أجنبيا وأجنبيةً) على الخط السككي الرابط بين الدارالبيضاءوالجديدة شكاية جماعية موقعة إلى المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية في منتصف الشهر الماضي ينددون فيها برداءة الخدمات على متن القطارات المخصصة لهذا الخط، وأجملوها في 5 نقط، على رأسها حشر ما يفوق 500 مسافر في قطارات لا يتجاوز عدد المقاعد فيها 210 مقاعد، مما يؤدي إلى اكتظاظ كبير في جزء من أجزاء القطار، وتزيد من وطأة الازدحام شدة الحرارة. ومن النقط التي تطرق إليها المسافرون المتضررون غياب مكيفات الهواء مما تنجم عنه حرارة مفرطة داخل القطارات خلال الصيف وبرد قارس خلال الشتاء، كما أن إدارة السكك لم تراع حسب الشكاية الجماعية فترة ذروة السفر خلال الصيف لتبرمج قطارات إضافية لتستجيب للطلب الكبير، زد على ذلك حرمان المسافرين على خط الدارالبيضاءالجديدة من أي عربات جديدة، وتسجيل حالات متكررة لتأخر القطار، وعدم التواصل مع المسافرين حول أسباب التأخر ومدته، حسب الشكاية التي توصلت «المساء» بنسخة منها. وبعد مرور 15 يوما على إرسال هذه الشكاية دون رد من إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية، وجهت جمعية المستهلكين المتحدين رسالة إلى الخليع توضح فيها أن لجنة مشتركة بين الجمعية وجمعيات حماية المستهلك بالدارالبيضاء ركبوا القطار المتجه إلى الجديدة لمعاينة ما جاء في الشكاية، وتبين لهم أنها تعبر عن حقيقة الواقع، وقالت إن ذلك يعبر عن «إهمال من طرف مصالح المكتب وعدم تحمل للمسؤولية إزاء زبناء القطار»، حسب نص الرسالة التي وجهت يوم 31 يوليوز الماضي إلى إدارة المكتب. يشار إلى أن عدد المسافرين على متن القطار انتقل من 14 مليون مسافر سنة 2002 إلى 28 مليون السنة الماضية، وتتحدد فترة ذروة الإقبال على القطار كل يوم من الساعة السابعة إلى التاسعة والنصف صباحا، ومن الثالثة والنصف إلى السابعة والنصف زوالا.