الأخبار التي تتداول حول تدخلات ل«صناعة» عمودية بعض المدن، وتكريس بعض العمداء السابقين، ممن أجمعت ساكنة المدن التي كانوا يسيرونها على فسادهم، يجعلان من الشوط الثاني من الانتخابات الجماعية أكثر عبثية وتلاعبا من الشوط الأول، رغم رفع رجال نفوذ من أمثال الهمة لشعار محاربة الفساد وقطع الطريق على المفسدين. لكن يبدو أن الطريق التي يريدون أن يقطعوها في الشعار وليس في الواقع، هي تلك نفسها التي عبّدوها بالأعيان والوصوليين ممن لا يخفى فسادهم وإدمان تلاعبهم بالاستحقاقات وشرائهم للذمم. إلاّ أن العبث في الشوط الثاني لا يصنعه واحد أو اثنان، بل إن بعض المسؤولين الاقليميين والجهويين قد ضبطوا هم الآخرين ساعتهم على الفساد، بل الأكثر من ذلك، هو تلك الوشوشات أو التسريبات المتداولة والتي تقحم جهات عليا، في عدم رضاها على وصول هذا الطرف أو ذاك إلى عمودية هذه المدينة أو تلك. إن محاربة الفساد وقطع الطريق على الفاسدين لا تكون بالشعارات، خاصة حينما يكون استغلال النفوذ أحد الركائز الأساسية في تكريس الفساد.